الهلال الأحمر الليبى .. يد الرحمة
أحلام البدري/بنغازى – ليبيا
حين تحل الازمات وتقفل الطرقات وتقصف المدن يصبح للأنين صوت مؤلم وللموت رائحة موحشة ، ستبتهل بالدعاء بان الله لن يتركك فى الضيق بمفردك ستمتد لك يد شباب جمعية الهلال الأحمر الليبى وتخرجك من حفرة الوجع الى بقعة الأمان وأنت مدثر بالعطف والإنسانية .
تاريخ ومسيرة عطاء…
جمعية أهلية ليبية تطوعية تأسست فى الخامس من أكتوبر 1957، وقع الأعتراف بها من قبل اللجنة الدولية للهلال والصليب الأحمر فى 1958 ، مبادئها الأنسانية ، عدم التحيز، الحياد ، الاستقلال ، الوحدة ، العالمية، الخدمة التطوعية – ولها اهداف تعمل على تحقيقها وهو ماجعل منها مؤسسة لها فروع فى كل ليبيا وتحظى على احترام من الداخل والخارج من بين اهدافها تعزيز احترام الكرامة الانسانية وتسهيل العمل الانسانى الذى يستهدف حماية الانسان وتخفيف من معاناته فى الازمات .
الشباب والتطوع …
التطوع ثقافة لايعى اهميتها الكثيرون ، ولكن حين يمارس التطوع بصدق وجدية وتنظيم بعيدا عن الانانية والمصالح الشخصية ستجد ثمة من يبصمون بأعمالهم بصمة مميزة – يحدثنى المتطوع الشاب عدى عبد المطلوب الريشى 28 عام ، انضم للهلال الأحمر فى العام 1997 – ويشغل رئيس قسم التدريب والتطوير عن خطة العمل التى تسير بها ادارة الجمعية حيث كان لأحداث عام 2011 تجارب على اثرها تم رسم خطة عمل منظمة من خلال سبعة فرق هدفهم خدمة تطوعية انسانية دون تحيز وهذا مااثبتوه من خلال نقل الجثث من مناطق النزاع المسلح ومساعدة العائلات المتضررة من جراء الاشتباكات التى تعرضت لها المدينة ، يجوبون الشوارع بسيارات الاسعاف تحت القصف لمد يد العون فقد استطاعوا نشل عدد كبير من الجثث تتم عن طريق البلاغات ويتم التأكد من صحة مكان الجثة من خلال البلاغ ،وفى البداية كانت الصعوبة تكمن فى توفير الأقنعة الطبية والملابس الواقية كون ان هناك كثير من الجثث وصلت لمرحلة التحلل الى جانب نقص فى سيارات نقل الجثث من مناطق النزاع الى المستشفيات .
الانسانية والرحمة…
يحدثنا الدكتور طه خليفة سلطان 28 عام متطوع ومدرب إسعافات أوليه معتمد من اللجنة الدوليه للصليب الأحمر ومدير المكتب الصحي و الخدمات الإجتماعيه في الهلال الأحمر وحاليا في غرفة عمليات الطوارئ رئيس الإمداد الطبي ، عن صعوبة المسح الميدانى فى مناطق النزاع لخطورة المكان فبعد ان يتم التأكد من البلاغات ترسم خطة لخروج فريق نقل الجثث والتعامل معها وفق المعايير الطبية والإنسانية فى حين ان هناك عمال اجانب رفضوا الخروج فكان لابد من مد يد المساعدة بتوفير الماء والغذاء والدواء لهم طوال القصف ، ويحدثنى عن توقعاتهم بعد تأمين مناطق النزاع ان تصل اليهم الكثير من البلاغات عن الجثث بداخل المزارع والمنازل المهجورة التى طالها القصف ، حيث سيشكل موضوع التلوث وتحلل الجثث مأساة بيئة خطيرة فضلا عن المشاكل التى تحدث بسبب أكل الحيوانات كالكلاب والقوارض والقطط تلك الجثث المرمية ، فهى تسبب تلوث من جراء ( البراز والعض ) التى يسبب التسمم وكثير من المشاكل المتوقع حدوثها ونستعد للتدخل السريع فيها .
ويستطرد حديثه عن الامداد الطبى ومساهمتهم فى نقل مخازن الادويه الرئيسى التابع لوزارة الصحة الذى يغذى المنطقة الشرقية بأكملها ، بعد تعرضه للقصف والحرق عدد عشر مخازن ثلاثة منها احترق بالكامل واثنان اضرار كبيرة وخمسة منها سليمة ، تم انقاذها ونقل الادوية بعد ان تم اخذ الاذن من الجهات المسلحة والسماح لهم بالمرور باعتبارهم جهة محايدة ، بحيث تدخل سيارة اسعاف ترفع علم الهلال الاحمر وخلفها شحنات الخاصة بنقل الادوية وتخزينها فى اماكن امنة ، والحمولة التى تم نقلها تسعة سيارات شحن 40 قدم وثلاثة وأربعون سيارة ثلاجة متوسطة وأربعة سيارات نقل صغيرة نقلت الادوية والملفات والمستندات ، ويستمر الدكتور طه ليطمئننا بان كمية الادوية تكفى لشهور وانه يتم حصر كمية الادوية التى بها نقص ليتم الاتصال مع الجهات المعنية وتوفيرها خصوصا الادوية المزمنة مثل ادوية مرضى السكر والضغط وغيرها .
شباب فى العشرينات لم يتأخروا حين ينادى الوطن فهم شباب نابض بالحياة نقل الجثث وبشاعة المناظر وخطورة تلوثها وتحللها ليست من ضمن دراستهم الاكاديمية ولا عملهم الميدنى ولكن نداء الانسانية ويد الرحمة جعلتهم يجوبون فى صمت وإعمالهم تتحدث بالنيابة عنهم …لقد تركتم الاثر الطيب فكل الامكان التى التى مررتم بها – فالمعادلات ليست متساوية ايدى تقذف الرصاص وايدى تمتد برحمة لتنقذ وتعيد الحياة …شباب الهلال الاحمر انتم فخر للجميع .
وداعا للمقاسات الكبيرة
أحلام البدري/بنغازى – ليبيا
هل ثمة من يعتقد انه صعب ان تتعلم طريقة أكل صحى بعيدا عن الكتب والرجيم الروتينى ونصائح الدعاية المعتادة ؟ هل لديك شك فى قدرتك على تحدى نفسك ووزنك ؟ ثمة اناس يدفع بهم القدر امامك ليغيروا طريقتك بالتعامل فى شئ ما والى الابد تبدءا معهم خطوة فى مشوار انت سيد الموقف فيه تتحدى فيه اكوام الوزن الزائد وتعيد لحياتك بهجة الصحة والقوام الرشيق .
سيدة ليبية تضج بالحياة استطاعت ان تجمع عدد كبير من النساء فى قروب على موقع التواصل الأجتماعى الفيس بوك فتكون النبراس لتغيير كبير فى نمط وطريقة الاكل اليومي للكثيرات من بنات وسيدات بأعمار ووازن مختلفة – تحدثنى صاحبة الفكرة علياء مفتاح الفيتورى 35 عاما درست القانون وهى أم لخمسة أطفال عن بدايتها نحو الطريق الى أكل صحى متوازن اكتشفت ان هناك نظام غذائي يجعل من ثقافتك الغذائية ممتازة يعتمد هذا النظام على عدد السعرات التي يجب ان نتناولها باليوم الواحد كي تعمل وظائفنا بشكل جيد دون ان نكتسب وزن اضافي ويمكن تناول اي صنف بشرط الا نتجاوز عدد السعرات المفروضة علينا تبعا لأعمارنا الزمنية وطولنا ووزننا ومجوداتنا اليومية ونشاطاتنا البدنية – من خلال هذا النظام المعروف عالميا باسم نظام (مراقبة الوزن) او كما يعرف باسم رجيم النقاط حيث تختصر السعرات بحساب بسيط تحت مسمى النقاط بحيث ان كل خمسون سعره تساوى نقطة واحدة – كان الاحق لي ان اجرب على نفسي وفعلا تخلصت من كيلوجرامات زائدة عجزت عن التخلص منها ولكن بفضل هذا النظام استطعت ان اتصالح مع ذاتي بان أكُل كل ما يحلو لي ولكن دونما اسراف .
Weight Watchers
قمت بالترجمة منه لبعض الأكلات وهى شركة تنتج منتجات باسمها ويمكن التسوق لتلك المنتجات وشراء أيضا مجلات وصحف ، كانت فكرتي في انشاء مجموعة خاصة لتطبيق هذا النظام وأنا كنت المثال الحي حيث كان وزني حينها مئة وعشرة كيلو جرام – وفي خلال ثلاثة اشهر خسرت سبعة عشر كيلو من وزني دون شعور بالعناء ، ذكرت تجربتي وأنشأت اول مجموعة ليبية عبر الموقع الاجتماعي الفيس بوك عام 2012 ، خاص فقط للنساء ومهتمة بتخفيف اوزانهن ولفت انتباههن على اشياء ربما تغير من حياتهن للأفضل عبر التحفيز بالكلمات وأحيانا بالجمل شديدة اللهجة فقط لكي اصل لداخل كل واحدة وأساعدهن في اتخاذ قرار مصيري نابع من قناعة وهو القضاء على السمنه .
خلال اشهر بداءت النتائج مشجعه جدا وخصوصا يوم الميزان الاسبوعي حيث كانت تمنح القاب للعضوات اللواتي خسرن اوزان وكذلك للعضوات التي زادت اوزانهن كان لهن جانب من التأنيب ، وهكذا بدأت الفكرة وأتمنى ان تصل لكل شخص فقط ليحيا حياة صحية لان هذا النظام ليس لفترة بل هو لمدى الحياة .
تجارب العضوات …
حنان خسرت خمسة وعشرون كيلو جرام كان تغيير كبير فى حياتها – الهام خسرت عدة كيلو جرامات وثبت وزنها تخبرنا بأنها اكتسبت طريقة الاكل الصحى ومراقبة النقاط التى تتناولها مع كل وجبة فمثلا النقاط المسموح بها مقارنة بكل وزن
أقل من 63.5 كيلو جرام = 18 نقطة
بين 63.5 – 76.2 كيلوجرام = 20 نقطة
بين 76.2 – 88.9 = 22 نقطة
بين 88.9 – 101.6 كيلو جرام 24 نقطة
بين 101.6 114.3 كيلو جرام 26 نقطة
أكثر من 127 كيلو جرام 30 نقطة
أمنيات وهدف جميل …
تستطرد علياء بان هدفها ان تقوم بعمل تطوعي تحت اشراف جهة مختصة لشرح هذا النظام لطلبة المدارس بمراحلهم المختلفة وطلبه الجامعات وذلك عن طريق زيارات منظمة تقوم فيه بشرح النظام بطرق سلسة ليتفهمه الغير وتساهم فى نشر الوعى الصحي ليصبح أسلوب حياة وليس مجرد تحدى لأيام فقط .
ويبقى التحدي للنساء الليبيات هو الفاصل فى المناحى الصعبة رغما عن انف الحرب والنزوح وخدمات الانترنت الضعيفة وتكرار انقطاع الكهرباء وتوقف الكثير من المؤسسات الحكومية عن العمل وتوقف طلبة وطالبات الجامعة فى مدينة بنغازى عن الدراسة ، وبالتالى انقطاع بعضهن عن دوام عملهن اليومى الذى يتيح للكثيرات قدرة على التحرك بحرية الى جانب قفل لكثير من المتنفسات والطرق الرئيسية التى تساعد الكثيرات على ممارسة الرياضة مثل طريق كورنيش الشابي وسط البلاد على البحر وطريق الصابري الطريق السريع او مايعرف بشارع البط وكوبري جليانة ومصيف الملاحة والمساحة الواسعة الممتدة من طريق المطار الى منطقة بوعطنى تعتبر اماكن مفتوحة ومريحة لممارسة رياضة المشي .
اعيدوا للطلبة مقاعدهم- مدارس بنغازى تحت سطوة الحرب
أحلام البدري /بنغازى – ليبيا
هل لك ان تتخيل مدرسة تحوي فصلا دراسيا يحتضن سبورة ومقاعد وجدران تتزين بخريطة الوطن وقصيدة عن العلم ان يصبح بؤرة دعارة ومبيت للنازحين.
حين يتسابق المتآمرون على خذلان الوطن وتشتد وطاءه الحرب وتضيق الخناق على من يمرون بطرقاتها تسرق منهم لحظات الهدوء تبعثر ذكرياتهم بين بقايا الركام تؤجج فى نفوسهم بعضا من حقد دفين تقف بهم بين مفترق السير فيه موحش مبهم معتم بارد وطويل – حينها ستستيقظ وتجد المدارس فى مدينتك مكتظة بالنازحين وأصبحت الفصول الدراسية مفترشا للنوم ومقاعد الدراسة تتحول الى ارفف للمؤن و مخزنا للأحذية وتكتشف ان الستار العازل مابين عورات النساء والرجال سقط غصبا قهرا حين طال أمد النزوح وتعشش الفساد بين اروقة صالة المسرح وعينات قاعات المعامل التى تستخدم للمواد العلمية، وأصبحت الممرات بينهما ملتقي لعابرين متسولين اجتاحتهم البطالة حين اجتاحت القذائف بيوتهم.
مدارس ومداس الحرب…
الطلبة والمدارس والدراسة وملحقاتها هن أكثر من يتضرر بهزات الحرب ، ثلائمة وخمسون مدرسة اجمالى المدارس على مستوى المدينة اليوم فى بنغازى أكثر من خمسة وستون مدرسة يسكنها النازحون من مناطق الاشتباكات الذين اضطروا الى ترك منازلهم وما تحتويه من تحويشة العمر واربعة وعشرون مدرسة تأوئ لاجئين تاورغاء الذين هجروا من مدينتهم الواقعة فى الغرب الليبيى منذ احداث حرب 2011 – عند دخولك من باب مدارس النازحين سيصيبك الاحباط من كميات القمامة والأحذية المترامية وصريخ المتخاصمين وانتظارهم لدور فى طابور دورة المياه المشتركة وإسفاف بعضا ممن يطلق على انفسهم آمن المدرسة الذين هم فى حقيقة الامر مجموعات مسلحة تصول وتجول وتساوم على شرف النساء ولقمة عيش الفقراء ويتطاول الآخرون على التحرش بالأطفال خلف الأبواب المقفلة .
بقايا نصف نجمة وبنية التعليم الليبي …
كل المقارنات التى تحدث ويتحدث عليها المواطن الليبي الذى عاصر ايام التعليم الذهبي فى المملكة الليبية ليدخل بعدها فى دوامة ابدية ترافقه التجارب والنصوص الثورية الجماهيرية لأربعة عقود وتلتها أربعة سنوات دموية ،لم تجد فى التصنيف الا نصف نجمة باهتة معتمة ،مقارنات فى بنية تعليم ضعيفة ومناهج تلقين ركيكة لم تصل لمستوى مرموق وغياب كبير لإتقان اللغات بطلاقة ، وكيف لها ان ترتقى تلك المناهج واللصوص يحاصرونها من كل جانب ،لم يتخذ المسئولين الذين تعاقبوا على الجلوس فوق كراسي الشخصنة واللامبالاة اى دور يساعد على اضافة تعليمية تعزز المفهوم والنظرة المختلفة التى تنعكس على السلوك والأخلاق وتفتح مسمات العقول لتقبل الآخر وتحليل الواقع بوسائل عميقة فحين يتكئ المجتمع على عكاز الجهل سيختفى الإبداع الى غير رجعه وتظهر فجوات لن يستطيع جيل كامل ان يرممها والتعليم غائب عن ممارسة وتطبيق دوره الفعلى والعملي داخل المحيط الليبي.
وليد وياسر وخالد أطفال لم يتجاوزوا الثانية عشر يتعرضون للتحرش ، هبه وأنعام وخلود شابات فى مطلع العشرينات يتعرضن للمساومة والتحرش ، والفصل فى أخر الممر المظلم يستعمل كوكر للدعارة حين يسدل الليل خيوطه تقتات به بائعات الهوى مابين علبة حليب وكروت لشحن النقالات ومستلزمات شخصية ، فى اعتقادهن كل الأبواب اوصُدت ولا مجال للحصول على مال إلا بين حوائط ذلك الفصل الذى كان يوما ممتلئ بطلبة وكتب وأناشيد مدرسية ، ناهيك عن المدارس التى تتعرض للقصف العشوائى تُحصد فيها ارواح الأطفال الأبرياء .
العام الدراسي مابين مدارس الحكومة ومدارس ذاتية …
المتعارف عليه غالبا ان مابين شهر اكتوبر ونوفمبر يبدأ العام الدراسي وتفتح المدارس ابوابها ، فى المدن الآمنة نوعا ما فى ليبيا فتحت ابواب مدارسها ومعاهدها وجامعاتها ، فى بنغازى المدارس يسكنها النازحون والبقية فى مناطق الاشتباكات اضطر بعض الأهالى للجوء الى مدارس صغيرة خاصة لا تتبع الحكومة اقساطها مرتفعة وليست بالمستوى المطلوب فهى تقتصر على من لدية قدرة مادية فقط ، حنان وزهرة شقيقتان نازحتين فى بيت والدتهن مع اطفالهن حنان يستيقظ اطفالها صباحا للذهاب الى مدرسة خاصة بينما اطفال زهرة ينامون او ينظرون بلهفة ويتذكرون دفاترهم ومدرستهم وأصحابهم لانه بكل بساطة لايملكون ثمن الالتحاق بالمدرسة مضطرة ان تسايرهم وتجد اعادة ماتعلموه فى سنواتهم السابقة مدخرا لتهون عليهم صعوبة التحاقهم بمدارس فى الحرب ، الفوضى تعم أغلب المدارس حيث اتخذت ادارة جامعة بنغازى أكثر من ثلاثين مدرسة مقرا لإعادة الفصول الدراسية للطلبة بعد انقطاع دام عام ونصف وقسمت الجداول مابين الفترة الصباحية والمسائية.
هى الحرب تنتفض فيها بجهدك ومالك وتخسر فيها أعز ماتملك ؟ ولكن لاوجع يشبه الخسارة الفكرية والأخلاقية فالإرهاب يحارب بالتعليم بالتوعية ولن تنهض المجتمعات وتنتفض على الطوفان الأسود الا تحت مظلة العلم المزدهرة اعيدوا الحياة والهيبة للتعليم فبه تنهض الأمم وترتقى الأجيال.
الصورة للمصور ابراهيم التواتى
نشوء ابداع الحرف العربي وبهجة الالوان
أحلام البدري/ بنغازى – ليبيا
حين يعانق القلم الريشة وحين تصرخ الألوان منتشية بروعة اللحظة التى جمعتها بموكب الثمانية والعشرون حرفا وهى ترقص فرحا على وقع خطوات بخط جميل فحتما علبة الألوان ستسكب اروع مالديها لمداد الخط الأسود.
رسامتان شابتان ليبيات مفعمات بالحياة لم تجمعهن الصداقة فقط وانما جمعهن سكب القلم وجنون الريشة وروعة خطنا العربي وعفوية التعامل وبساطة الأفكار وعمق الهدف فكان معرض (نشوء) تحدى وإصرار وإبداع مابين الرسم والخط كان الانبهار فيه سيد المكان.
الرسامة راوية حسين الككلى عمرها ثمانية عشر ربيعا طالبة اعداد فى كلية الطب ، تحدثنى ببدايتها كانت ترسم بقلم الرصاص ثم تطورت تدريجا وأخذت تعبث بالألوان الزيتية الى جانب تجربتها مع الألوان المائية والاكريليك كونها لها قدرة على ايصال الفكرة وخلق احساس عند الطرف الاخر .
الموهبة تحتاج للاهتمام والرسم يحتاج للدراسة والإلمام بكل التفاصيل حتى يكون نتاج ابدعي مبنى على اسس سليمة ، فى ليبيا لايوجد معاهد متخصصة منتشرة لتعليم فنون الرسم فهو فن مثل سائر الفنون الاخرة التى يفتقد فيها الاحتواء والتخصص ، اما الموهبة تأخذ الحيز الأكبر فتنمو بين ايدى وخبرة الرسام .
الرسامة تقوى ذات السبعة عشر ربيعا تدرس فنون و أعلام تتبع ذبذبات القلم فى محراب الحروف لتنسج عبر الخط تمازج يبهرك بالروعة ، تتقن تقوى الكتابة بالخط وتري فى تلك اللحظة التى تعانق فيها القلم لحظة صفاء وخشوع .
لم تكن فكرة المعرض سهلة خصوصا فى عدم وجود جهة رسمية داعمه كوزارة الثقافة مثلا او مراكز النشاطات الطلابية فى الجامعة ، ولكن الإصرار والتحدى بعد تجربتهن العفوية ليتشاركن لوحة واحدة مزجنا فيها الرسم بالخط العربي بعد اتفاق مسبق ، هى التى زادتهن اصرارا فكانت عائلاتهن خير داعم للوقوف الى جانبهن حتى خروج تلك اللوحات تحت النور لتحظى بأكاليل الاعجاب.
الخطُّ تَصوُّفٌ ..
في محرابِ الخطِّ .. يلزمُكَ الزُهد!
يلزمُكَ العزلة! ..
والصفاء من الكدر .. والخلوة بأدواتك ..
فإن:
تهذيب القلم وبريه.. وضوء ..
وقطُّ القلمِ .. خشوع ..
وتقهير الورق ذِلة وانكسارٌ وخضوع..
ووضع القلم على الورقة.. سجود ..
وجريانه عليها صلاة
وتناول الحبر مدد ..
وقت الصلاة لا حديث .. كذا وقت الكتابة تحبس النفس ..
إلى أن تسمو روحك وتنجذب..
تنجذب جذبة.. كجذبة الملكوت للنقطة.. نقطة الأصل.. رب العزة!
وهذه الجذبة كجذبة الحلاج وابن الفارض معًا..
لا تفيق بعدها أبدًا!
لنفسح مجالا للضحك
أحلام البدري/ بنغازى – ليبيا
قد تبتسم لموقف يمر فى يومياتك ابتسامة سريعة مكللة بالمجاملات فى وطن بات فيه الفرح باهت بلا ملامح ، الحرب يرافقها الشتات تتبعها المعاناة التى تثقل كاهل الليين على السواء فهم يلتحفون داخل الوطن ذات الغطاء فى غياب دولة مهيبة .
اجتمع أكثر من اربعين الف من الشباب والشابات ليبين يحملون مؤهلات مختلفة من أجيال متفاوتة كل جيل فى ليبيا له ذكريات وعثرات ، مختلفون فى توجهاتهم السياسية و الفكرية من كل مدن ليبيا ، اجتمعوا فى مجموعة (قروب) للترفيه والضحك على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك وهو من ضمن سلسلة تحمل نفس الاسم تأسست على يد شباب ليبين وأثبتت نجاح منقطع النظير وهى تختص فى ، الرسم – التصوير – الكتاب – الطعام لتأتى مجموعة الضحك على راس الهرم .
مجموعة ( FUN Lovers ترفيه وضحك )
وأنت تتبع تلك القصص المبهجة بتفاصيلها عن مواقف مرت بالمشتركين سيغمرك الضحك بشغف حتى تدمع عيناك حينها تدرك ان النشوة قد اجتاحتك بلا استئذان بلا رقيب احتضنتك بعفوية بتلقائية فتأخذ الموقف بدون تفكير اما أن تكتب ردا تعبر فيه عن حالاتك او أن تستخدم ملصقا او أن تضرب لايك يعبر عن حالتك ومزاجك وإعجابك.
تقف برهة وتتأمل فى رقعة الانسجام والاتفاق وتبادل عبارات الإطراء ، اهل الغرب تعجبهم لهجة الشرق وأهل الشرق يقومون بترجمة المصطلحات بتسلية محببة بعيدا عن اروقة السياسة بعيدا عن الاختلافات والتعصبات والأحقاد ، معتزين بلهجتهم متمسكين بمصطلحات متداولة بحب وقصص تشاركوها بود عميق .
الاستنتاج الذى لا هروب منه أن الجميع يحتاج بقوة لمساحة من الضحك تبعدهم عن لسعة الوجع والاهم ان الجميع على توافق فلن تقٌيد السلاسل من اراد الحياة .
جمعية الكفيف بنغازى – وتحديات الاندماج
أحلام البدري/بنغازى – ليبيا
الاندماج بمعناه الحديث واحد من أكثر موضوعات التربية الخاصة إثارة للجدل وتعددا في وجهات النظر ، فمنذ أن وجد الكفيف الأول عندما شاء الله ذلك، وهو يعيش إلى جوار نظيره المبصر جنبا إلى جنب في بيئة واحدة دون تفرقة أو تمييز،فكلاهما بشر خلقه الله تعالى لعبادته وتوحيده والاستعانة به في تسخير ما منحهم في عبادته وحده وأعمار الأرض واستمرارا الحياة ، ولقد كرم الله الأعمى عندما عاتب فيه نبيه فخلده في كتابه – لمن أبصر بقلبه ماعمي عنه كثير من المبصرين في زمانه ، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور،وعندما لم يأذن النبي الكريم لصاحبه الأعمى بان يصلي في بيته ،رغم وعورة الطريق وافتقاد الدليل ، كان ذلك مكرمة له ليرفع عنه كل شبهة قد تمس إيمانه فإنما ليعمر مساجد الله و من امن بالله واليوم الآخر، وفى المساجد يتشاور المؤمنون فيشاركهم المشورة وتدرس العلوم فينهل منها ، فالمسلمون سواسية عند الله .
جمعية الكفيف بنغازى …
جمعية الكفيف بنغازى جمعية أهلية تقوم على خدمة المكفوفين وتسهل لهم الوسائل المعينة للدراسة فمنذ تأسيسها خرج منها الآلف الطلبة المتميزين على مستوى الاعدادى والثانوى والجامعي ، جمعية لاتتبع اى قطاع فى الدولة عدا عقود الموظفين والمعلمين التابعين لها فانها موقعة من طرف الخزانة والمالية ، جمعية تأسست فى العام 1961 بمساعدة أهالى المدينة من خلال مجلس ادارة تولى رئاسته الاستاذ الفاضل والأب الروحى للجمعية محمد بن سعود .
قدمت الجمعية خدمات جليلة لعدد لايحصى من الطلبة المكفوفين فقد كان هناك قسم للمبيت الداخلى فقد ساعد الكثير من المكفوفين من كل مناطق ليبيا حيث لم يقتصر تقديم خدماتها للمنطقة الشرقية فقط بل امتد فى كل ليبيا .
خطوات الجمعية للاندماج …
تاريخيا طالبت الكثير من المنظمات الحقوقية بحفظ حق المكفوف وضرورة ادماجه فى المجتمع حيث اصدرت الجمعية الامريكية قرار سنة 1975 بتبنى قانون الاندماج .
سعى المدرسين فى جمعية الكفيف بنغازى لرسم خطة لاندماج الاطفال المكفوفين مع الطلبة العاديين فى المدارس العامة ، تحدثنى المعلمة ريم المهدى من قسم التدريب بالجمعية بأن المكفوف يصنف من ذوى الاحتياجات الخاصة وهو اما ان يكون فاقد للبصر تماما واما ان يكون فقده للبصر محدود ، فيكون الاندماج خيط الوصل لتنمية قدراته السمعية وتشغيل حواسه وتفاعله بالمحيط .
اهتمت مدرسة جمعية بنغازى للكفيف بالإشراف على الطلبة ذوي الإعاقة البصرية في المدارس العادية منذ ثمانينات القرن الماضي في بعض مناطق ليبيا , وكان معظمهم خارج مدينة بنغازي , ثم تطور الأمر تدريجياً فعين مشرف للمتابعة كانت تبعيته لقسم الخدمات الاجتماعية بالجمعية عام 2003 م , لتتولى هذا البرنامج وحدة تابعة لمدرسة الجمعية عام 2005 م , وفي عام 2012 م استحدث (مكتب الاندماج التربوي) وأصبحت تبعيته لإدارة الجمعية مباشرة لتمكينه من أداء عمله بصورة أفضل وبإمكانات أكبر , وقد شرع المكتب في التوسع في عمله وازداد عدد زيارات المتابعة وعدد المعلمين المتابعين وتم تقسيم العمل بينهم تمهيداً لمرحلة الاندماج الكامل الذي تتطلع إلى تحقيقه الجمعية .
اهمية الاندماج يرفع من قدرة الطالب على التكيف والتفاعل بكل حواسه السمعية وتوظيف قدراته الابداعية وتحسين نظرتهم لأنفسهم حتى يصل لمستوى التميز وإعدادهم لمواجهة الحياة اجتماعيا نحو تطلع ذاتى للمستقبل وتعلمهم ان الفروقات موجودة بصور مختلفة ولكنهم عليهم ان يعلموا ان المكفوف شخص سوى ليس مختلف ولا غريب .
اما بالنسبة لاهميه الاندماج للمعلم فانه يحسن اتجاههم نحو فكرة الاندماج لاعتيادهم على وجود طلبة من ذوى الاعاقة يكون ومردوه ايجابي لدى المعلم يعزز مبدءا التكافؤ الاجتماعى وبذلك يصبح ذوى الاعاقة جزء من النظام الاجتماعى والتربوى للمجتمع .
جمعية الكفيف بنغازى منارة تعلمنا ثقافة العطاء والتطوع ، تعلمنا ان الاعاقة ماهى الا اعاقة العقول فحتى ان أختفى البصر فالبصيرة كفيلة لتقودنا الى أعلى قمم التميز والنجاح .
رغيف الخبز المسروق
تدوينة نشرت فى موقع هافينغتون بوست عربي
تزداد الحرب شراسة فيزداد اللصوص نهبًا لقوت المواطن المتكئ على عكاز الجهل في وطن فارغة مدارسه وجامعاته من الطلبة، ومستشفياته من الأطباء والأدوية، ومطاراته من الطائرات والزوار، ومصارفه من العملة النقدية، ومؤسساته الحكومية التهمتها ألسنة النيران، وشبح البطالة يحوم فوق رؤوس العاطلين -عدا السلاح- والطرقات المتعطشة للأسلفت المقفلة بباقي ركام المباني هي التى ستلاحقك أينما اتجهت، ترافقها طوابير على محطات الوقود وطوابير أمام المخابز، يصطف فيها أبناء المدينة بإذلال، ويمارس فيها العنف اللامرئي على الأطفال تحت أشعة الشمس للحصول على رغيف خبز غابت عنه مواصفات الجودة حين نهب اللصوص دقيق المدينة، رغيف قَل جودته وأصبح هو حلم الكادحين كل مطلع صباح، غابت فيه ذرات الملح حين غاب الأحبة والجيران فى مواكب النازحين، وغاب الشباب في عمر الزهور بين مدافن القبور.
أزمة دقيق فى السوق السوداء..
ليبيا تطفو فوق رقعة جغرافية ما بين الساحل والصحراء، ولكنها بلد اعتمد على أن يكون مستهلكًا فقط؛ فخلال الأربعة عقود الدكتاتورية والأربع سنوات الدموية أُهدِرت المليارات من ثروتها ولم تُقم فيها مشاريع استثمارية للاستفادة من المساحات الشاسعة في الزراعة؛ فتربتها مناسبة لزراعة القمح والشعير والذرة ، ها هي اليوم تتناحر فيها حكومتان حكومة شرعية ضعيفة تعاني الغيبوبة في الشرق، وحكومة أزمة تفرض ما تريد بقوة السلاح في الغرب، وجنوب مهمش يعاني الشتات وسط تغلل التطرف والإرهاب.
بنغازي تحت الحرب وأزمة الكهرباء تعاني من نقص شديد في توفر الدقيق الذي بدوره تستمر به حركة المخابز لتوفير الخبز اليومي، في كل الحروب المستفيد الأول هم تجار السوق السوداء، المخازن على طول الساحل الشرقي تحت شهود العيان تمتلئ بكميات الدقيق فى غياب السيولة النقدية وارتفاع سعر الدولار واستحواذ التجار، فلن يمكنك الحصول على رغيف حتى بقيمة دينار.
ويبقى رغيف الخبز في وطني مغموسًا بالوجع والتعب لآخر كسرة ينتظر فيها سكان المدينة انتهاء الحرب وعودة النوارس، وهي تنتظر أبواق البواخر ترسو من جديد على رصيف الميناء.
الساعة في ليبيا خارجة عن مسارها
تدوينة نشرت فى السفير العربي
متلاحقة الأوقات وبطيئة، فبالكاد يجد المواطن وقتا لشرب كوب “المكياطة” (نوع من القهوة المركز جدا والتي تسكب في الكوب بكميات قليلة، وهي على ما يبدو طريقة في تحضير القهوة من آثار الإيطاليين الذين استعمروا ليبيا، وأصل الكلمة mocha) إن وجد مقهى مفتوحا وقهوة الصباح إن وجدت أنبوبة الغاز، ليدخل في ازدحام الشوارع المنسية والخالية من الطرق الإسفلتية، حتى يأتي إليه الظهر منقضاً ليدرك ما يمكن تداركه في البحث في المصارف البنكية عن سلفة، أو سحب على رصيد “أحمر”، أو الوقوف في طابور المخابز والبنزين، أو في طوابير المستشفيات وانتظار الأدوية المنتهية الصلاحية والعيادات، لمعاينة هبوط وارتفاع الضغط أو تعاطي الجرعات الكيماوية.
سيدركك العصر وأنت تتململ وقوفا من تراكم السيارات بانتظار الإشارات الضوئية وعبور المطبات، وفي الوقت نفسه يعتريك الشعور بالاستياء من تجاوز تلك الإشارات وما أكثر من يتجاوزها وكأنها غير موجودة. حينها ستشعر حقا بأن المواطن محتاج لإعادة تربية قبل التعليم الموقوف حتى إشعار آخر في حرب عشواء عصفت بالمباني التعليمية.
ستجتمع مع العائلة على وجبة الغداء لتدرك أن الحديث برمته كان عن أحوال الحرب والسياسة المخجلة وتقصي آخر الأخبار عن الأرقام الخيالية للمبالغ المنهوبة وعن آخر مستجدات الحكومة المعترف بها والحكومة المسلوبة النائمة في غيبوبة وعن آخر محاولة للاغتيالات لأنها أصبحت البديل لسجون وهمية، فكل من يقول لا، ستنصب بعدها بأربع وعشرين ساعة (معطلة متأخرة!)، خيام التعزية ويرثى بقصائد شعرية عن أعماله البطولية وربما الوهمية. للحظة ستقوم من وجبة الغداء وأنت مصاب بعسر هضم شديد ستلاحقك فيه حموضة القنوات الفضائية لآخر النهار.
سيأخذك بعض من الفضول لتفتح صفحتك الفيسبوكية وتبدأ بتتبع آخر المستجدات في صفحات تبث الحقد والضغينة وتسعى للشتات، وتشاهد صوراً وصفات الأكل، وتتبع همسات العاشقين والهائمين على الدردشات، وعروض الفساتين والسيارات.. وكأنهم لم يدركوا أننا في وطن يعاني من تدمير بنيته الاجتماعية، وفي طريقه لاندثار النسل.. يعاني فيه العنوسة رجال ونساء من دون استثناء، فالكل ينتظر خاتم الخطوبة وقراءة سبع آيات من سورة الفاتحة ليقف في مكانه (فالساعة معطلة متأخرة وبطيئة)، حتى يستلم مفتاح شقة رسمها فى مخيلته الثلاثينية وحلمه بإقامة مشروع يكفل به دخلا يحفظ آدميته، بعد أن يخرج الدستور للنور وقبل أن يرزق بطفل ويحرج من ملء استمارة التعريف ماذا تعمل؟ ما وظيفتك في الحياة؟ سيخجل حينها لأن الساعة بطيئة ومعطلة، وهو لم يدرك ذلك إلا في آخر المطاف.
التعليم في ليبيا يتكئ على عكاز الجهل المائل، فمدارسها فتحت أبوابها للنازحين جراء حرب لم تُحسم، والخسارة البشرية تفوق الركام. فصول دراسية تحولت لمنامة ومقاعد تكومت فيها الأحذية المهملة، وسبورة انقلبت لتوقيع الذكريات، وقاعات للمحاضرات الجامعية أكلتها ألسنة النيران وما عاد للتعليم طعم وشهوة.
تعشش الحشرات في لحى المتطرفين من كل الملل الذين غزوا ليبيا. دخلوها تباعا تحت ستار الدين، استبدلوا الألوان المبهجة بالسواد الأعظم، وغيروا سير الطرق وسدوا منافذ القوت وأشعلوا النار في الحصيد، وعاثوا قتلا وقطعا للرؤوس تحت لافتة الحد المستعار.
ويبدأ الليل يرخي أسداله لتصبح الشوارع خالية من ساكنيها، لا يسمع فيها إلا طلقات رصاص وقذائف، وبعدد أكوام القمامة المكتظة في كل شارع، فثمة من يجوب فيها هاويا للسرقة والقتل، متعاطياً للمخدرات، “فالليل والليل كثر خيره لقيته حنون وخير لي من غيره” (أغنية من التراث الليبي).
تتيقن وأنت في طريقك لترمي رأسك على وسادتك بأن الساعة في ليبيا معطلة متأخرة بطيئة، حينها ستغمض عينيك بقوة وألم حتى لا ترى عقاربها البشعة الموحشة.