جمعية الكفيف بنغازى – وتحديات الاندماج

كفيف3

أحلام البدري/بنغازى – ليبيا
الاندماج بمعناه الحديث واحد من أكثر موضوعات التربية الخاصة إثارة للجدل وتعددا في وجهات النظر ، فمنذ أن وجد الكفيف الأول عندما شاء الله ذلك، وهو يعيش إلى جوار نظيره المبصر جنبا إلى جنب في بيئة واحدة دون تفرقة أو تمييز،فكلاهما بشر خلقه الله تعالى لعبادته وتوحيده والاستعانة به في تسخير ما منحهم في عبادته وحده وأعمار الأرض واستمرارا الحياة ، ولقد كرم الله الأعمى عندما عاتب فيه نبيه فخلده في كتابه – لمن أبصر بقلبه ماعمي عنه كثير من المبصرين في زمانه ، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور،وعندما لم يأذن النبي الكريم لصاحبه الأعمى بان يصلي في بيته ،رغم وعورة الطريق وافتقاد الدليل ، كان ذلك مكرمة له ليرفع عنه كل شبهة قد تمس إيمانه فإنما ليعمر مساجد الله و من امن بالله واليوم الآخر، وفى المساجد يتشاور المؤمنون فيشاركهم المشورة وتدرس العلوم فينهل منها ، فالمسلمون سواسية عند الله .

محمد بنسعود كفيف

جمعية الكفيف بنغازى …
جمعية الكفيف بنغازى جمعية أهلية تقوم على خدمة المكفوفين وتسهل لهم الوسائل المعينة للدراسة فمنذ تأسيسها خرج منها الآلف الطلبة المتميزين على مستوى الاعدادى والثانوى والجامعي ، جمعية لاتتبع اى قطاع فى الدولة عدا عقود الموظفين والمعلمين التابعين لها فانها موقعة من طرف الخزانة والمالية ، جمعية تأسست فى العام 1961 بمساعدة أهالى المدينة من خلال مجلس ادارة تولى رئاسته  الاستاذ الفاضل والأب الروحى للجمعية محمد بن سعود .
قدمت الجمعية خدمات جليلة لعدد لايحصى من الطلبة المكفوفين فقد كان هناك قسم للمبيت الداخلى فقد ساعد الكثير من المكفوفين من كل مناطق ليبيا حيث لم يقتصر تقديم خدماتها للمنطقة الشرقية فقط بل امتد فى كل ليبيا .

كفيكف

خطوات الجمعية للاندماج …
تاريخيا طالبت الكثير من المنظمات الحقوقية بحفظ حق المكفوف وضرورة ادماجه فى المجتمع حيث اصدرت الجمعية الامريكية قرار سنة 1975 بتبنى قانون الاندماج .
سعى المدرسين فى جمعية الكفيف بنغازى لرسم خطة لاندماج الاطفال المكفوفين مع الطلبة العاديين فى المدارس العامة ، تحدثنى المعلمة ريم المهدى  من قسم التدريب بالجمعية بأن المكفوف يصنف  من ذوى الاحتياجات الخاصة وهو اما ان يكون فاقد للبصر تماما واما ان يكون فقده للبصر محدود ، فيكون الاندماج خيط الوصل لتنمية قدراته السمعية وتشغيل حواسه وتفاعله بالمحيط .
اهتمت مدرسة جمعية بنغازى للكفيف بالإشراف على الطلبة ذوي الإعاقة البصرية في المدارس العادية منذ ثمانينات القرن الماضي في بعض مناطق ليبيا , وكان معظمهم خارج مدينة بنغازي , ثم تطور الأمر تدريجياً فعين مشرف للمتابعة كانت تبعيته لقسم الخدمات الاجتماعية بالجمعية عام 2003 م , لتتولى هذا البرنامج وحدة تابعة لمدرسة الجمعية عام 2005 م , وفي عام 2012 م استحدث (مكتب الاندماج التربوي) وأصبحت تبعيته لإدارة الجمعية مباشرة لتمكينه من أداء عمله بصورة أفضل وبإمكانات أكبر , وقد شرع المكتب في التوسع في عمله وازداد عدد زيارات المتابعة وعدد المعلمين المتابعين وتم تقسيم العمل بينهم تمهيداً لمرحلة الاندماج الكامل الذي تتطلع إلى تحقيقه الجمعية .
اهمية الاندماج يرفع من قدرة الطالب على التكيف  والتفاعل بكل حواسه السمعية وتوظيف قدراته الابداعية  وتحسين نظرتهم لأنفسهم حتى يصل لمستوى التميز وإعدادهم لمواجهة الحياة اجتماعيا نحو تطلع ذاتى للمستقبل وتعلمهم ان الفروقات موجودة بصور مختلفة ولكنهم عليهم ان يعلموا ان المكفوف شخص سوى ليس مختلف ولا غريب .
اما بالنسبة لاهميه الاندماج للمعلم فانه يحسن اتجاههم نحو فكرة الاندماج لاعتيادهم على وجود طلبة من ذوى الاعاقة يكون ومردوه ايجابي  لدى المعلم يعزز مبدءا التكافؤ الاجتماعى وبذلك يصبح ذوى الاعاقة جزء من النظام الاجتماعى والتربوى للمجتمع .
جمعية الكفيف بنغازى منارة تعلمنا ثقافة العطاء والتطوع ، تعلمنا ان الاعاقة ماهى الا اعاقة العقول فحتى ان أختفى البصر فالبصيرة كفيلة لتقودنا الى أعلى  قمم التميز والنجاح .

أضف تعليقاً