التحرش اللفظى المؤذى

بنوته تونس (640x426)

أحلام البدري/ بنغازى- ليبيا
للوهلة الأولى عندما يسقط ثقل مصطلح التحرش الى مسمعك بالتأكيد يثير اهتمامك ان تتبع الباقى لان مخيلتك ستربط لك التحرش بالجنس ، اقول لك خذ نفس عميق هناك تحرش اخطر وابشع يمارس بمنتهى العنف على المرأة فى ليبيا الا وهو التحرش اللفظى ،فى هذ الاستطلاع سنقف بعين الحقيقة على الإيذاء الذى يلاحق الكثيرات جراء هذا العمل .
هل تعرضت للإيذاء اللفظى؟
شعورى ان اصرخ…
هذه الكلمات قابلتنى بها الآنسة (حنان محمد) 27 عام مدرسة فى روضة للأطفال ،عند سؤالى لها ، نتيجة لغياب المواصلات فهى مضطرة للذهاب الى عملها  سيرا على الاقدام فتمر على بعض من المحلات التجارية والمطاعم ، تعانى تحرشا من المارة بسبب البدانة المفرطة التى تعانيها ، فقد اخبرتنى ان سبب السمنة التى تعانيها هو خلل هرمونى منذ صغرها، وهذا مؤثر على نفسيتها سلبا فتصل الى عملها وقد اعتراها شعورا بأن تصرخ بأعلى صوتها .
نازحة مسكينة…
العنف فى الحرب وطاءه أشد تخبرنى(نورا محمد) 29 عام مؤهلها الدراسي شهادة ثانوية كانت تعمل سكرتارية فى مكتب للمحاماة الخاصة بعد الحرب اصبحت بلا عمل ولاسكن فقد خرجوا من منطقة الصابري تحت وابل القذائف ، تشعر بكم العنف الذى يُمارس عليها لانها مضطره للتنقل مع عائلتها من مكان الى مكان – استطردت والدموع تملاء عيونها لااستقرار اسري شتات نفسي مضطرة ان تقدم الخدمات المنزلية للأقارب الذين يقيمون عندهم لانهم لايملكون اقساط الايجار وبأنها تقدم فى مجهود اضافى مثلها مثل عاملة البيوت(الشغالة) الفرق بدون مرتب وبدون معاملة انسانية.
حقى فى القيادة بهدوء…
تخبرنى السيدة (رجاء سعيد 43) عام استاذة جامعية، تؤذينى تلك الكلمات التى اسمعها وانا اقود سيارتى فى زحام المدينة لأكثر من عشرين عاما ، وكلما سمعت السب والشتم والكلمات النابية – استاء واردد ان من حقى القيادة بهدوء.
لون بشرتى لايعنيهم…
السيدة (خدوجه عبدالله) 33 عام ممرضة ، تكره تلك الالفاظ التى تسمعها حين يسبها احدهم بلون بشرتها السمراء ويكرر ( ياعبده – يامحروقة) ، يولد لديها شعور بالعنصرية تقول لماذا لايتركونى فى حالى فلون بشرتى لايعنيهم .
الإعاقة والإيذاء النفسى…
هناء على طالبة معهد 19 عام ، جميلة وهادئة الملامح ولكنها تعانى من اعاقة فى رجلها اليسرى ، من يعايرها بإعاقتها عند خروجها لمكان عام هم الرجال ، ومعاكستهم لأخواتها اللأتى يرافقنها على الدوام ونعتها بالعرجاء يسبب لها الألم كثيرا .
لااستطيع اخبار عائلتى…
هويدا عبد الخالق 22 عام تعمل فى محل لملابس النسائية و الأطفال ، تتعرض للتحرش اللفظى على الدوام من خلال استعمالهم لألفاظ مخلة بالآداب وتتعرض للاستيقاف لكى تستلم مجبرة ارقام هواتفهم فى قصاصات ورق يرمونها بكل استهتار ، ومما يثير اشمئزازها ان يكون رجل مصطحب زوجته وأولاده، وهى لاتستطيع ان تخبر عائلتها لانها محتاجة للعمل مخافة ان يرغموها على ترك العمل.
يمارسون هذا التحرش بوحشية – هو نوع من انواع العنف المسكوت عنه فى ليبيا الكثير منهم يتعاطى المخدرات يعانى البطالة والفقر ، وعدد ليس بالقليل مما يعانون اوضاعا نفسية سيئة للغاية تحت طائلة الحرب والنزوح وغياب الامان وعدم الاستقرار السياسي ، نقص الثقة فى انفسهم وعدم التربية فى بيئة صحيحة ، دوامة التطرف تلاحقهم وغياب المنظومة الأخلاقية وخيطها الوثيق بالجانب الانسانى فى ظل مامروا به خلال هذه السنوات كان سببا لارتفاع مؤشرات التحرش اللفظى .
#كفى_عنف_أنا_انسانة

أضف تعليقاً