قرار الحائط المائل

النساء فى هذا الكوكب هن أكثر من يتحملن تبعات الحرب ، مع حلول الذكري السادسة لثورة فبراير فى ليبيا مابين المؤيد لسبتمبر ومحتفي بفبراير يصدر الحاكم العسكري (قرار رقم (6) لسنة 2017 بمنع سفر النساء الليبيات دون سن الستين إلي الخارج من غير محرم ، يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره ويلغي كل حكم يخالفه) ، تبدأ المحارق الفآ لتطحن النساء وكأن فى ليبيا لم يعد هناك مقاسٍ لتسيير دفة الدولة الإ هذا القرار .
لن نسرد ماكانت عليه المرأة فى النظام السابق فى الوثيقة الخضراء لحقوق الإنسان في مادتها 21 تعزيز الحرية في البلاد والمساواة بين الجنسين ورفض كل أشكال التمييز ، فكل الخطوات التى ثبتت فيها لتصعد سلم للنجاح والتميز ماكان ليأتي اعتباطا لولا تضحية نساء وضعن اللبنات الأولي من قبل أستقلال ليبيا والازدهار الذى عاشته فى عهد المملكة الليبية ، ونصوص دستور 1951 ، الذى يكفل لها حرية السفر والتنقل (فى المادة (18)لا يجوز بأي حال إبعاد ليبي من الديار الليبية ولا يجوز ان تحظر عليه الاقامة في جهة ما أو أن يلزم بالإقامة في مكان معين أو منعه من التنقل في ليبيا إلا في الاحوال التي يبينها القانون).
لا للرجوع لنقطة الصفر…
فى ليبيا منذ اكثر من نصف قرن اعطى الدستور للمرأة الليبية حق الانتخاب والترشح . وفى عام 1953 اوفدت طالبات ليبيات  للدراسة فى الجامعه الامريكية فى بيروت ، وشاركت الليبية فى نشاط حركة القوميين العرب بين بغداد وبيروت ، وفى عام 1954 تأسست جمعية النهضة النسائية وكان لها دور كبير فى الارتقاء بمستوي المرأة آنذاك ، وفى عام 1957 التحقت أول طالبة بالجامعة الليبية الحديثة وتخرجت عام 1961 وفى عام 1963 عُينت اول مُعيدة ليبية فى الجامعة عدا معاهد المعلمات والتمريض والخياطة ،  وفى عام 1958 تأسست حركة المرشدات وانطلقت المرأة تمثل ليبيا فى لقاءات ومؤتمرات دولية ،. وفى عام 1968 عُينت امرأة ليبية ضمن البعثة الليبية فى الأمم المتحدة ، وانطلقت ولم تتوقف 75% من النساء الليبيات يحملن مؤهلات أكاديمية.
حجج غير مقنعة وسط فتاوي دينية دخيلة علي شارع الليبي وسطي الأتجاه بين بيوت محاطة بالتقاليد ، حملت المرأة الجزء الأكبر من قساوة الحرب بلا رحمة  فقدت الأب والأخ والزوج والأبن ، وقفت المرأة فى طوابير المصارف البائسة فى احلك الظروف وبعضٍ منهن داخل اروقة المحاكم وتخلين عن حقوقهن مقابل حصولهن على طلاق من رجال يعانون البطالة والأدمان لتحظى برفقة أطفالها بحياة يسودها بعض من الهدوء، مايقارب من 50% من الليبيات يساهمن فى رفع مستوي الوضع الأقتصادي لعائلاتهن برحابة صدر وتذليل للصعاب ونكران للذات.
المرأة الليبية تستحق الكثير من التقدير والعرفان بديلٍ عن قرار ارتجالي مجحف.

أضف تعليقاً