المدارس ملجأ للنازحين والطلبة ينتظرون

فاطمة جلول

عام دراسى اوشكت فصوله على استقبال عطلة نصف العام ، ولم تفتح مدرسة ابوابها لاستقبال طلابها فهذا العام اكتست فيه شوارع المدينة بوشاح اسود عابرا فيه سيل الدم ورائحة الجثث وكمية الرصاص حدود اللا معقول مدارس اصبحت ملجأ للنازحين وأخرى أصبحت كوم رماد وحلم الطلبة فى العمق المظلم .
انتظار للمجهول
تتزاحم البيوت الليبية بالنازحين وينتظر الأطفال مصيرهم المجهول فى حصولهم على فرصة للدراسة او الذهاب الى مدارسهم تخبرنى السيدة زينب عامر لديها خمسة اولاد بعد نزوحها تقيم مع أخت زوجها  فى أحدى المدارس التى خصصت لايواء النازحين، اولادها مستاءون ينتظرون فتح المدارس والعودة لحياتهم الطبيعية بفارغ الصبر تحاول ان تجد فى مراجعة الدروس على لوحات المدرسة بعض العزاء لهم .  
الصغيرة وحلم المدرسة
تمسك الكثيرين بالا يضيع على ابنائهم فرصة الدراسة جعلهم يتجهون الى مدن أخرى يقطنها الأقارب ، الطفلة فاطمة جلول ست سنوات تنتظر بلهفة الدراسة فى الصف الاول بعد ان اكملت صفوف الروضة ، حملت حقيبتها بفرح وودعت أخيها الصغير بحب ، وأمسكت عمتها التى تقطن مدينة جالو بيدها الصغيرة مودعين الجميع بأمان الله فقد كان قرار العائلة الا تضيع على فاطمة فرصة اللحاق بالعام الدراسى .
فرص متاحة
بعد تفاقم الازمة فى بنغازى نجد ان من لديهم القدرة المادية استطاعوا ان يتجهوا الى عدة دول عربية كتونس ومصر والأردن الى جانب تركيا ، تخبرنى فدوى مصطفى 42 عام مهندسة ام لديها ثلاثة أطفال بأن موضوع الدراسة هو السبب الرئيسى الذى جعلهم يغادرون بنغازى الى اسطنبول مع زوجها  وأولادهما حيث قاما باستئجار شقة لمدة عام كامل قاموا بتسجيل ابناءهم فى المدارس حتى لاتضيع فرصة الدراسة هذا العام لحين  رجوع المدينة الى هدوءها النسبى .
النزوح وحل الازمة
نزوح الاهالى من منطقة بوعطنى منذ اشهر استطاع فيه عبدالله اسماعيل 53 عام موظف بمصرف الوحدة تأمين سكن فى مدينة البيضاء عن طريق اسرة زوجته عائشة التى تعمل معلمة وتوفير فرصة دراسة لأبنائهم  الخمسة حيث التحق اثنان منهم بالمرحلة الابتدائية واثنان بالمرحلة الاعدادية والثانوية وابنته البكر بالمعهد العالى .
الوجهة الأقرب
الاسكندرية كانت الخيار الاقرب والأفضل ل سعاد عمر 45 عام زوجة لشهيد من شهداء فبراير قررت فيه الاستقرار المؤقت يرافقها اخيها قيس 20 عام وأبناءها الاثنين تخبرنى انها اتخذت القرار بعد ان علمت بوجود مدارس خاصة تحت ادارة ليبية ومنهج دراسى ليبى فرتبت اورقها ففى  نظرها الدراسة لاتعوض والمال يعوض وامتلاءت عيناها بالدموع وقالت انها تريد ان تحافظ على امنية زوجها الشهيد بأن يتعلم ابناءه افضل تعليم متحدية كل العراقيل والظروف الصعبة .
عام اوشك على الانتهاء تتلاحق فيه الأحداث بصورة مخيفة ورؤية باهته لحلول سريعة تساعد الاهالى على الخروج من حرب عشواء الاطفال هم الضحية الذين يدفعون ثمن مايرتكبه الكبار من اجرام وبشاعة ودمار ودعاء الجميع بوطن يسوده الآمان .

أضف تعليقاً