تتنفس مدينتى ولا تموت ، تحت القصف والأجواء المضطربة المشبعه بالرصاص يتواصل سكان مدينتى بمناسبة العاشورا تدخل السنة الهجرية الجديدة لتتبعها طقوس ليبية تمر فى اغلب البيوت البنغازية تعيد بعضا من الحياة ويتفاءلون بها رغم المحن .
طقوس وذكريات
شهر محرم اول أيام السنة الهجرية الجديدة تدخل على البيوت وقد افترشت الزوايا بجير أبيض تيمنا بلونه ، تتبعها وجبة الغذاء واسمها ( الفتاشه ) عبارة عن طبق كسكسى بالخضار والقديد وهو عبارة عن (شرائح لحم مملح ومجفف فى الشمس)
ليأتى اليوم التاسع وهو العاشورا صباحا مع بزوغ شمسه الدافئة يطبخ الفول والحمص الذى يتم نقعه فى الماء بيومين على الأكثر ، ويتم أعداد طبق البليلة وهو عبارة عن قمح منقوع يطبخ مع الحليب والسكر ويزين بالمكسرات ، ويتبادلون الجيران الاطباق بود ومساء يجتمع الأطفال وهم يحملون صحونهم ويطرقون أبواب الجيران وهم ينشدون
عاشورا عاشورتى …تنفخلى زكورتى .. تنفخها وتزيدها ..قولوا من هو سيدها .. سيدها عبدالرحمن ..يأكل فى خوخ ورمان .
وعند تأخر ربة البيت على مد الفول والحمص فى صحونهم ينشدون
اللى ماتعطيش الفول يصبح راجلها ( اى زوجها ) مهبول …واللى ماتعطيش الحمص يصبح راجلها يتلمس ( أعمى )
وتكثر فى هذا الشهر الصدقة حين بلوغ نصاب الزكاة لدى التجار ، وهناك عادة تحبها كل البنات وهى وضع الكحل (العربى) فى العيون الى جانب قص قليلا من الشعر على سبيل الصدقة .
حبل التآلف
عادات وطقوس لم يستغنى عنها سكان مدينتى وسط الازمات حاول الكثير من السكان التواصل مع النازحين من المناطق التى شهدت النزاع المسلح مابين الجيش وتنظيم انصار الشريعة ومحاولة مساعدتهم فى توفير الاحتياجات فى مثل هذه الظروف ، الى جانب الزيارات لمن فقدوا ابناءهم وأحباء لهم خلال هذه الأزمة العصيبة .، القصف لم يمنع مدينتى من التواصل والتالف بكل ود .