وسقطت كاميرا المصور فتحي الحواز

أحلام البدري – ليبيا
وسقطت كاميرا المصور فتحي الحواز خلفها وثق احداث مرت بذاكرة الوطن ، نقل بكاميرته الآلف الصور من عين المكان بمبدأ ثابت وقلب رجل يسكنه الوطن ويسكن فيه.
فتحي الحواز مواليد مدينة المرج فى العقد الثلاثيني من عمره درس الإعلام فى جامعة بنغازي وعمل مع عديد القنوات الإعلامية ، كانت كاميرته من بين الكاميرات القلائل التى وثقت الحرب (الكرامة) فى بدايتها نقل من خلف بوابة بنينا الصامدة وحتى نزول الجيش لباقي المحاور ، كان مرافقا لكل حيثيات السلاح الجوي الليبي.
لم تستويه المناصب والأضواء وكان دائم التعبير عن استيائه لحكم النظام السابق حيث كان يري أن كثيرٍ من المآسي التى يعانيه أبناء جيله كانت نتاج الحكم الديكتاتوري السابق ( عندما تجد الجهل والكره والفتن والسرقة والرذيلة والحقد ، السلب والنهب ، تعم نفوس البشر ، إعلم ان كل هذا لم ياتي من عبث وان كل هذا قد زرع فيهم لمثل هذه الايام ، بعد ان يسقط الطغاة يقتل الشعب نفسه ويترحم على من قتله منذ البداية. )
فكان يحمل الكاميرا ولايخشي فى الحق لومه لائم نادي مع الكثيرين من رفاق دربه بدولة مؤسسات وجيش ودستور وقانون ، وكم من كثيرين فى ليبيا رحلوا وهم يتطلعون ليومٍ يرون فيه وطن يشبه الاوطان التى تحتضن ابناءها بأمان وسلام .
كان رحمه الله يعشق الكاميرا والتصوير وكتب على صفحته الشخصية عن عشقه وماذا تعني له الكاميرا ؟
(دائما ما نقف خلفها لننقل لكم الحدث وأحيانا نحكي لكم عن قصص الالم والحزن والمعاناة وأحيانا ما ننقل لكم الافراح وأحيانا اخرى ما نوثق لكم تاريخكم المشرف ، ونادر جدا من يعرفوننا تحياتي لكل مصور ذكر ام أنثى كل من يستخدم هذه الساحرة في عمل الخير ونقل الحقائق .)
(لا استهوي التصوير مع الشخصيات المشهورة ان كانت سياسية او عسكرية او إعلامية رغم لقائي بهم في مناسبات عديدة وبالرغم من انني املك منهم اصدقاء فالتقاط الصور لا يستهويني الا ان كانت الدعوة منهم وتبقى هذه الصور للذكرى فقط ، ولكني وبكل امانه اطلب وبكثرة ان التقط صور لكل من يعمل في الميدان لكل من يحترق من اجل الوطن ولا يعرفه الناس وكل هذا لأنني كنت قريبا جدا من بعض الظروف التي كانت في الظلام ومحاطة بالمخاطر وبدأت بقله قليله من اجل الوطن . فلكل الجنود في كافة التخصصات مني انا العبد الفقير خالص التقدير والاحترام)
ودع الكثير من رفاقه بصورٍ التقطها بكاميرته واليوم يودعونه بكثير من الحزن فقد كان خبر وفاته أثر حادث سير فاجعة وفقده موجع لرفاق درب فى الشدة والفرح.

 

 

 

أضف تعليقاً