الساطور ريشة لن تتكرر فى الفن الساخر

11215776_1015000418585731_5646794893904365196_n

20872_932184190200688_2358388788669676237_n

 

10599461_956256211126819_6768794618772496177_n
12645008_1084104135008692_5858808658477393324_n
11258528_952773748141732_4513170525782126726_n
الساطور حكاية  فنان مبدع أسس مدرسة فى فن الكاريكاتير ببصمته الخاصة التى لن تتكرر ، ريشة وشلال من ألوان تنبض بالذوق الرفيع هاجر برفقة ريشته من الوطن ولكن ظلت ملامحه وتفاصيله  حاضرة فى رسوماته المتميزة ، الوانه كانت تخاطب كل المجتمعات دون تقييد.

1917027_1108782219207550_4359904883579885606_n

الفنان حسن دهيميش مواليد 1956 بنغازي والده الشيخ محمود دهيميش إمام وخطيب جامع الملك إدريس فى طبرق ولد وتربي  فى وسط المدينة حيث الصخب والحيوية ومزيج الألوان ونقوش المباني ورفوف الكتب وابتسامات الوجوه وبساطة الحياة وعفوية الساكنين كل ذلك  كان لها الأثر الكبير فى تشكيل شخصيته وصقلها ، عاش حياة بسيطة أحب الرسم وعشق الموسيقي وكان أن غضب من أحد اخوته يقوم برسمه بشكل لايخلو من السخرية تعبيرا عن غضبه تعلم الرسم على خربشات (زليز ) ارضية منزلهم يرسم بالطباشير ، كان يرسم وجه استاذه على سبورة المدرسة فيدخل الاستاذ يمسح كل شئ عدا رسوماته فكان يعتبر هذا تشجيعا له ، الساطور لم يكن من البارزين فى الرسم فقط بل كان متفوقا فى الرياضة من كرة القدم الى ملاعب كرة السلة فى نادي الاهلي ، اطلاعه المتكرر للكتب ومجلات وجرائد فى مكتبة البركة كان له أثر فى التعرف على شخصيات ساخرة حيث كان يميل لهذا الفن كثيرا فقد كان يرسم الوجوه بلقطات ساخرة متفردة.
فى نصف السبعينات تلك الفترة الخانقة للشباب فى ليبيا فترة انتشار المشانق وعتمة النظام السابق  قرر الساطور الهجرة فى اواخر 74- بداية 1975 كانت وجهته بريطانيا ، تعرف هناك على المعارضة الليبية وبدأ معهم يرسم فى صحيفة الجهاد وصحيفة الصوت الليبية وتأخذ رسوماته خط المعارضة لمظاهر الحكم والأحداث فى ليبيا ، و مرحلة ظهور الانترنت كان لها الفضل فى انتشاره والتعرف على أعماله من قبل الكثير من الفنانين العالميين من خلال نشر رسوماته على مواقع عالمية  ، الهواية فقط لن تجدي بل صقل الساطور موهبته بالدراسة حيث التحق بكلية الفنون فقد كان يعمل فى مطعم ايطالي فى فترة الليل ثم التحق بجامعة برادفورد للفنون، وتحصل علي شهادة دبلوما عالية في علوم الاتصالات ثم ماجستير في الفنون الجميلة ، وهنا بدأ اهتمامه بالفن كمتخصص مزج الألوان بالموسيقي حتى وصل الى عضو هيئة تدريس فى الجامعة.
فى أحد لقاءته صرح (ليس كما قال القذافي الشعوب لاتنسجم الا مع فنونها فقط ، هذا كذب وهرأ ودليل علي عدم المعرفة والعصبية وضيق الأفق ، للتوضيح أنا كإنسان يهوي الرسم والفن بجميع انواعه يختلف عن الساطور كشخصية رمزية، فالساطور من صنيعتي وليس بالضرورة يمثلني أو يطابقني، فالساطور قد ينتقدني كشخص إن أخطأت، كما أنني وكإنسان يمكن أن أنتقد الساطور، فالنسبية هي أول شروط الموضوعية ، فكرة الساطور بدأت من بداية الثمانينات وكانت عبارة عن مطبوعة كنت انشرها وابعثها للأصدقاء للتسلية والاسم جاء من مصطلح الليبي “القرمة”عند الجزار ، وهو ما يعني الحديث الناقد عن شخص ما ولو في حضوره ،  والقرمة هى قطعة خشب كبيرة متينة يتم عليها تقطيع اللحم بالساطور الذى يعتبر من عائلة السكاكين الحادة مستوي الأطراف يستعمل لتقطيع المفاصل والقطع الكبيرة التى يعجز السكين العادي على قطعها ولم يخطر ببالي ان يصبح في يوما ما رمزاً نضالياً )
وفى خضم انتشار الانترنت ووصول رسوماته الى عدد كبير من الليبين استدرك الساطور ان فن الكاريكاتر سلاح قوي ، فمراحل التاريخ تتحدث عن قوة سلاح الفن فى نقد الحكام ، رسوم بابلو بيكاسو ضد ديكتاتور إسبانيا فرانكو، تأثره بالفنان جايمس غيلاري 1757-1815 الانجليزي ورسومه السياسية ، وتشارلز فيليبون 1800-1860 هؤلاء الفنانين كانو يرسمون ويستهزئون بحكام عصرهم ،والفرنسي فيلبون حين رسم ملك فرنسا لويس فيليب علي هيئة كمثري مما اغضب الملك ورفع عليه قضية.
وكما يقول المثل الروسي الفن يهزم الكذب تفرد الساطور بشكل خط المعارضة لكل المظاهر السياسية والاجتماعية بشكل كاريكاتري وبتعديل متفرد صقلته الدراسة والخبرة واختلاطه بفنانين ورسامين ومصورين عالميين ، رحل الساطور وغادرنا وترك ارثآ فنيا ومدرسة فى الرسم الساخر فقد تُدرس اعماله يوما فى أحد الجامعات كونه ناضل بالريشة كل انواع العنف والديكتاتورية والظلم السياسي فكان ساطوره قاطعا فى وجوه الساسة والحكام.

أضف تعليقاً