حكاية وزارة الشهداء والمفقودين فى ليبيا ثروة مهدورة وحق ضائع

على الزرقااااا

إهدار ملايين الدينارات من ثروة ليبيا فى تأسيس وزارة مستحدثة أنشئت بعد ثورة 2011 كانت لصالح من ؟
وزارة رعاية أسر الشهداء والمفقودين وزارة مستحدثة أنُشئت على ضوء منظومة قام بجمعها والعمل عليها متطوعين فى العام 2011  ،  نواة المنظومة الرئيسية ومتطوعيها الأساسين كانوا من مدينة بنغازي جمعهم حب الوطن والعمل التطوعي حيث كان أكبر عدد من المتطوعين منتسبين لكشاف ومرشدات ليبيا فُتحت لهم أبواب مفوضية كشاف ومرشدات بنغازي أبوابها للعمل وتوفير الأجهزة وكل مايلزم  ماميز هذه المنظومة عملها الدقيق وجمعها لكل البيانات الاولية من كل مدن ليبيا التى تخص الشهداء والمفقودين – والجرحي ايضآ فى ذلك الوقت قبل أن يتم فصلهم فيما بعد من المنظومة ويصبح ملف الجرحي الذى كون به كثير من التماسيح ثروة وصفقات تفوق الخيال داخل وخارج ليبيا .
تشكلت أول وزارة فى العام 2012 ونُقلت المنظومة الى العاصمة طرابلس حيث  أصبحت المقر الرئيسي والمدن الكبري مكاتب تتبع الوزارة ، حكاية وزارة استنزفت الملايين من ميزانية الدولة تحت بند الشهداء والمفقودين ولكن للأسف لم تمد المساعدة المطلوبة لهم ، وزارة بعد خمسة أعوام تعاقب عليها مسئولين ولصوص انتبه فيها المواطن البسيط الذى فقد أكثر من أبن والأم الموجوعة والأرملة بأن وراء كلًا منهم حكاية كبيرة  لم تكن قضيتهم تقديم خدمة ملموسة وبعيدة الآجل يستفيد منها أطفال الشهداء وعائلتهم بل كانت خزنة مفتوحة للمصالح الشخصية والمكائد ومن يستفيد أكثر.
بداءت الأوراق السوداء تتضح منذ انتخابات المؤتمر الوطني وزراء ولجان وكوادر وظيفية ومسميات على الورق  وميزانيات تُهدر فى صفقات للسيارات وأثاث مكتبي وقرطاسيه  ومكيفات وفنادق ، والصفقة المذهلة التى لن يصدقها طفل من أطفال الشهداء ممن ولدوا بعد استشهاد والدهم حين يعي حقيقة كل شئ مايسمي ببطاقة التأمين التى كان معدل الصرف فيها لكل بطاقة مائة وخمسون ألف دينار ليبي صالحة لعام فقط ، كانت هناك أرقام مكررة وأسماء ليست صحيحة وأرقام مزورة اتضحت فيها الرؤية بأن ثمة تلاعب كبير فى حين المواطن لم يستفيد منها حتى بما قيمته مئة دينار ليبي لعلاج طفل أو أب كهل يجر قدميه وجعا على فقد أبنه أو أم غزاها المرض وأكل العلاج الكيماوي ماتبقي من كبدها الملهوفة على فقد أبنها .
كانت المصالح فوق مستوي الاستماع للضمير فكل المراسلات والمطالبات بالاهتمام والالتفات لتكوين عائد استثماري يكون فى خدمة أطفال الشهداء على المدي البعيد يقيهم العوز والحاجة فى ظل غياب تام لدور الحكومات المتعاقبة ، كانت لهم فقط منحة قيمتها ألف دينار فى حال كان الشهيد أعزب اما فى حال كونه متزوجا فله اضافة مئة دينار لكل طفل مسجل فى كتيب العائلة والباقي خدمات إدارية رديئة التجاوب عدا قانون رقم 12 المعمول به وفيه ينص بأن يعامل الشهيد معاملة الأحياء فى الميزات والدرجات الوظيفية وهذا ينطبق فقط على من لديهم تعيين فى الدولة والكثير لايعلم أن جُل شهداء ليبيا شباب ورجال فى منتصف أعمارهم ومنتهي عطاءهم بعضهم لايحمل مؤهل اكاديمي ولا عقد فى الدولة بل تحت بند أعمال حرة ولايخفي على أحد مانوع العمل الحر فى ليبيا فى زمن أربعينية القذافي تاجر درجة ثالثة ، عندما خرجوا كان لهم أمل كبير بتغيير حياتهم للأفضل لوكانوا يعلمون أنهم سيتركون أبناء وزوجات للعوز والفاقة وقله الحيلة ماكانوا سيخرجون.
كي لاتزور الحقائق منظومة 2011 كانت تجمع كل شهداء ومفقودين فبراير هناك نسخ تخص كل مدينة على حدي ، ولكن المنظومة الرئيسية فى العاصمة والتى تم تحديثها فى 2014 بناءَ على خلفية المنظومة النواة الأولى قاموا فى مقر الوزارة الرئيسي بإدخال عدد كبير ممن سقطوا فى أحداث الفوضى بين المليشيات المسلحة مثل أحداث غرغور وفجر ليبيا وتنظيم أنصار الشريعة وممن سقطوا جراء المواجهات المسلحة التى لم تجلب لليبيا إلا مزيدا من الخراب والدمار وعلى رأسها حرق وتفجير المطارات والخزانات النفطية والاعتداءات على كثير من مؤسسات الدولة ونهبها وسرقتها وتسويتها بالأرض .
المفقودين الى أين ؟
قبل عامين وأكثر ربما كانت هناك رؤية وأمل فى لملمة بعضا من أشلاء المفقودين كُثر منهم كان يُرجح أن يكون مابين المنطقة الواقعة من بن جواد واجدابيا وحتي البريقة  وعلى ضفاف المنطقة الغربية مقبرة الاسطي ميلاد التى تمتلئ بقبور مجهولة الهوية تتخذ شكل أرقام دون اى تفاصيل ، كل النداءات التى كان يهتف بها أهالي المفقودين أين أبناءنا ضُربت عرض الحائط وسط الفوضي السياسية والتخاذل الذى لمسه الجميع عدا دورة تدريبية عن مبادي البحث  لمن رأي ان البحث عنهم قضية تبناها دون تدريب ومؤهل مسبق ومنهم بعضا من ذويهم ، وكان أهم ماتم انجازه استخراج  بعضا من رفات مفقودين مقبرة بن جواد بعد ان تم التعرف على بعضا منهم ، بعد خمس سنوات لم تهتم ولاجهة رسمية مثل وزارة العدل بإصدار لائحة قانونية تتصدر الحفاظ على حق زوجة المفقود وتيسير أجرأتها وممارسة حياتها الطبيعية فالكل فى تيار السياسة يسبح بلا مجداف.
رؤية ضبابية …
مستقبل أطفال تركهم اباءهم تحت مظلة اليُتم ، أرامل الحرب اللواتى لم يبلغن الثلاثون من أعمارهن كُثر منهن لم يخرجن لعتبة الحياة ورياحها وعثراتها ولايحملن مؤهلات اكاديمية  أصبحن عرضة للتحرش والمساومة والضغط النفسي وقسوة المجتمع ، رؤية ضبابية لظاهرة ستتفاقم تبعاتها عدد أرامل مخيف اذا أخذنا فى حسابنا كل النساء اللواتى فقدن ازواجهن سواء شهداء حرب أو كانوا ضمن طابور الرتل أو المنطوين تحت التنظيمات والأحزاب والمليشيات كلهن ليبيات الجنسية ويُسجلن جميعا أرامل تحت قبة الحرب.  
نشرت على موقع OXIMITY  العالمي

 

يتبع….

 

أضف تعليقاً