المجتمع المدنى والفقاعات المتطايرة

e5749f70e527143329c77f62f7e320ec

ككل شئ فى ليبيا سريع يوازى أطلاق رصاصة تتتابع الاحداث ترتفع شعارات المجتمع المدنى وتكتسح المكان بعضها تترك الاثر الطيب والبعض الاخر فقعات وهمية ، منظمات مؤسسات جمعيات مسميات وكيانات على اختلاف توجهاتها بعضها يسرح فى مسار سياسي بلا ملامح مدعومة لتسوق برامج من تحت الطاولات مستعينة بصفوفها الامامية بالشباب اليافع ، وبعضها خيرى يتقن الظهور مع كل كيس وسلة تموين ، وأخر يجد مخرجات الحرب وتبعاتها عناوين مهمة لشد ولفت الانتباه ، ولنا فى (المغتصبات الوهميات ) فى ثورة فبراير 2011 خير دليل على تسلق السلم السياسي وبعثرة ذاك الرقم المفجع الوهمى بين اروقة المنظمات الدولية بلا دليل مقنع وإحصائيات شفافة.
على مدار الاربعين الضائعة فى اروقة القذافي بين الخيام وصفحات الكتاب الأخضر والبراعم والأشبال  كان شبه ممنوع وتحت اجراءات أمنية مشددة ظهور اى جمعية او منظمة ككيان مستقل يمارس مهامه عدا بعضا من الجمعيات النسائية الخيرية منها جمعية عائشة ابنة القذافي التى لم تلتمس الكثير من الأسر المحتاجة ولا المواطن البسيط الكادح اى اضافة تذكر ترفعه من خانة الاحتياج الى خانة ألاكتفاء عدا مسابقات تقام كل شهر رمضان جلها حصدت جوائزه مشاركات من افريقيا واسيا لربما تشفع للشعب يوما فقد تكون تلك المبالغ قد نشلت احدهن من قاع الفقر المدقع ،  وإعلان ليبيا بلد المليون حافظ للقرآن مقابل ظهور مليون لص وإرهابي متعنت عاثوا بالأرض فسادا .
خطوات البداية…
بعد فبراير 2011 ظهر المجتمع المدني بقوة فى محاولة لمد يد العون فى تلك الازمة لتسقط اقنعة عن الكثير منها مع نهاية 2012 ويكتشف ان بعضها منضمات ارهابية مدعومة لإغراض سياسية ، جُل الذين التحقوا بما يسمي يتنظيم أنصار الشريعة كان يتم استقطابهم عن طريق الجمعيات الخيرية ، تجنيد عدد كبير من الشباب للزج بهم فى حرب سوريا والعراق بحجة الجهاد كانت تحت منضمات خيرية وخلوات داخل اروقة الجوامع بحجة تقديم الولاء والطاعة لشيوخ يقدمون الفتاوي بالمقاس الذى يناسبهم.
فى كل العالم المجتمع المدنى جهه ضاغطة رقابية محايدة مستقلة  جُل من ينتمون لتلك المؤسسات لم يجتمعوا جزافا انما الأفكار والإمكانيات البشرية وقبل كل شئ الثقافة هى ماتجعل للمجتمع المدنى هيبه وحضور ، فى ليبيا تعمل كل المنضمات تحت مظلة مفوضية المجتمع المدني ثمانية عشر فرع ومكتب منتشرة فى ليبيا والتى تضم فى عضويتها عشرات من المنضمات والجمعيات والمؤسسات بعضها فعال وذو قيمة والبعض الأخر زيادة عدد نحو مكاسب شخصية دون مردود يذكر على أرض الواقع كون هناك عدة منضمات دولية لاتستطيع فتح فروع فى ليبيا بسبب الأوضاع الامنية وبالتالي لاتعتمد الا على التقارير  المرسلة اليها سواء كانت مشاريع تخص المرأة وتمكينها اقتصاديا او مشاريع شبابية او سياسية تتعلق بالدستور وغيرها ، وضعت المفوضية فيما بعد لائحة عمل لكل المنضمات الدولية التى تعمل فى ليبيا  الى جانب قانون يمنع الدعم الخارجي الا بشروط .
المجتمع المدنى يقتصر على نخبة معينة ، وفى المقابل لم تبرز منضمات المجتع المدنى وتقفز بالشكل الحضارى المطلوب كونها تتجه الى اسلوب واحد فى خطة العمل وهى الأعمال الخيرية التى تحتل نصيب الأسد بما يتناسب مع المناسبة الدينية او الأزمات الطارئة (عيد ، رمضان، سلة أكل ،  ملابس ومبلغ زهيد يسد الرمق وقتيا – ندوة هنا – ومحاضرة هناك )  ، لطالما كانت المشاريع الصغيرة هى المخرج والمنقذ للكثير من العوائل الذين اجلدتهم يد العوز فى الخاصرة تنشلهم من خط الفقر الى الاكتفاء والعيش بعيدا عن التسول ، الحكومات التى تتعاقب على حكم ليبيا لم تتفاعل مع المجتمع المدني بالشكل المناسب كون البعض يعتقد بل يرئ انهم مصدر للإزعاج وكشف الأوراق وكأنهم يعتقدون أن الشباب سيحتلون اماكنهم فوق الكراسي.
المرأة فى ليبيا دورها فعال فى المجتمع المدنى نستطيع القول بأن بعضا من النساء  فيها كان لهن ظهورا مميزا فى استيعاب وفهم ثقافة التطوع والعمل المدنى برقي ومد يد العون فى اشد اللحظات احتياجا ضمن حملات منوعة.
من ضمن منضمات المجتمع المدنى التى تعمل بفعالية فى ليبيا جمعية الهلال الأحمر العالمي  فرع ليبيا التى تأسست فى العام 1957 م ، وكشاف ومرشدات ليبيا كونها منضمة عالمية تأسست منذ العام 1907 م وفى ليبيا منذ العام 1959 م ، لن يستطيع اى كان داخل المجتمع ان ينكر دورهما التربوي التطوعى الخيري المحايد بعيدا عن السياسة ، حيث تسعى كلاهما الى التوعية بعد الحرب بمخاطر الالغام والأجسام الغريبة التى تهدد المواطن وخاصة الأطفال وترسل رسالة الى المجتمع الدولي بضرورة المساعدة على نزع تلك المخلفات التى حصدت ارواح الكثيرين بلا رحمة والعمل ضمن لائحة وقانون وغطاء آمني يساعد على مد جسور الثقة مابين اعضاء المجتمع المدنى والقطاعات الاخرى بكل يسر وسهولة.
 
 

 

 

أضف تعليقاً