قهوة سورية فى الغربة

gallery-preview #سوريا

سوريا التى كانت بلد الياسمين أكثر من ربع سكانها فر الى الخارج هجرة غير شرعية طلبا للجوء على مراكب الموت بين امواج البحر العتيه ، أكثر من نصف عدد سكانها هجرته الحرب فى مخيمات حدودية  توزعت مابين الاردن ولبنان وتركيا .
اليوم نحن نرى على ملعب خريطة سوريا تصفية حسابات دولية وإقليمية ومرتع خصب للمليشيات الدينية والطائفية وتدخل روسيا أخر العروض  المغلفة بمحاربة داعش .
المهن اليدوية وطريق الغربة…
هاجر السوريون على امتداد الرقعة العربية الى جانب دول  اوروبا يحملون معهم حبهم للعمل ومهن يدوية ابدعوا فيها ، يتنقلون عبر حدود المهجر باحثين عن آمان واستقرار بعيدا عن دائرة الحرب الشرسة .

13138986_1019198098136175_6667130589742383053_n

فنجان قهوة من ايدى سورية تتناولها فى مقهى Via Caffe  على هواء بحر كورنيش اسكندرية ، يعمل فى المقهى  افراد العائلة الى جانب نديم زوج ابنتهم مصرى الجنسية ، هو أسم ممتد من دمشق لحلب لتحط به الرحال فى مصر اسكندرية ، مقهى دافئ بديكور بسيط وكراسي عالية وجرس عند سماع قرعه تعرف ان طلبك جاهز لتستلمه ، فيما انت تتصفح كتابا من على الارفف المعلقة فثمة ايدى تصنع لك فنجانك الذى ترغبه من حبوب القهوة البرازيلية مرافق لها ابتسامة ودودة وطلبات الزبائن المتلاحقة لاستلم كمية القهوة التى سبق ان اختاروا نوع الحبوب ممزوجة بكمية من الحبهان (الهيل) والمستكه وحبوب الكزبرة الجافة تطحن مباشرة دون اللجوء الى طلب مشورة تمنع استمتاعك برائحتها التى تملا ارجاء المكان.
ساندوتش شورما  سريع بتتبيلة حلبية  وحبات من الطعمية  ( الفلافل ) ساخنة ولذيذة تتناولها فى مختلف المطاعم السريعة المنتشرة فى المناطق المكتظة بالسكان اذا كنت  مقيم فى ليبيا او مصر المحروسة او باقى الدول.
الرسم على الزجاج المعشق والتركيب الدقيق للبورسلين والسيراميك وكل مايتعلق بعمل المقاولات والتشطيبات فلن  تكون هناك مشكلة فى الحصول على عمال بأجر يومى وبدوام عمل كامل ، فالعامل السورى فى دول المهجر يفضله الكثيرون لحرصه على اظهار كل حصيلة العمل بجد ومثابرة.
اذا تفنن السوريون فى صنع الأكل فى دول المهجر وتحصلوا على مرتبة أولى فحتما ستأتى الصناعات النسيجية فى المرتبة الثانية ، فهناك الكثير من التجار وأصحاب رؤوس الأموال اعادوا احياء تشغيل مصانع النسيج المختلفة  لتكون تركيا والأردن  ومصر ولبنان السوق المفتوح لهذه الصناعات.
الحرب لاتمر بسلام تُنهك العابرين فى طرقاتها تشبعهم فقدا وعوزا وفقرا حد الوجع ويبقى الاصرار على مواصلة الحياة تحت مظلة آمنة  هو الأمل، التكيف والمرونة وتقبل الواقع هو زاد المواطن السورى فى المهجر.

أضف تعليقاً