ليبيا مابين بقعة نفط وأزمة كهرباء ومدن تسبح فى بقعة ظلام

11168488_990127551073018_2592550850763319962_n

أحلام البدرى/ بنغازى – ليبيا
ليبيا الدولة التى تصدرت لسنوات عديدة قائمة اعلى مؤشرات لبيع النفط الخام ، جلست بكل ثقة  فى اولى صفوف منظمة الاوبك العالمية وشركات نفط عالمية تهافت لتوقيع العقود فيها حقول تعمل وحقول معطلة وكميات مازالت لم تضخ بعد ، اربعة عقود من حكم دكتاتوري سخر عائدات هذه الثروة فى تخزين السلاح  وإنشاء مشاريع استثمارية فى عدة قارات سقط من تخطيطه عمدا الانتباه لتأسيس بنية تحتية لرقعة شاسعة مشبعة بالثروات الطبيعية يقطنها ستة مليون ثلاثة ارباعهم كادحين لم يتمكنوا فى الحصول على حصتهم والمطالبة بحقوقهم من هذه الثروات ، فكانت الثورة كما كل ثورات الربيع العربي التى ماتت فى مهدها – ليبيا  اليوم بعد اربع سنوات تعاقبت عليها حكومات ووزراء وأحزاب وايدى خفية داخلية وخارجية وضياع ملايين من ارصدتها الذهبية ، حدود مفتوحة كانت عونا لتغلل الجماعات الارهابية وتمكنهم من تصدر المشهد المعتم بطوفانهم الاسود ، سلاح بات متاحا بين ايدى الجميع ، حكومتين مابين الشرعية  وفك الازمة ومساعي دولية لجمعهم على طاولات حوار لم تقدم فيها  وجبة مقنعه تسد رمق الشعب المكبل بقيود الحرب وأكوام الدمار وانهيار ماتبقي من مؤسسات ومطارات وطائرات امام رؤى ومسمع الجميع .
ازمة كهرباء مستمرة…
الحرب على الارهاب أعُلنت  بالصوت العالى منذ عام وأكثر ككل الحروب التى لاتخلف الا الموت وكثيرا من الدمار متبوع بنزوح وفقر وشتات مابين المدن بل حتى بين الاحياء السكنية فى ذات المدينة ،  تعانى المدن الليبية ذات الكابوس (الكهرباء ) شرقا وغربا وجنوبا وصلت ساعات الانقطاع حتى ثمانية وأربعون ساعة متواصلة فى شهر صيفى كشهر يوليو ماذا نتوقع ان يحدث لمواطن يسكن الجنوب الليبي معدل درجة الحرارة المحيطة به تبلغ اربعون درجة مئوية .
بنغازى حرب الارهاب فى ظلام دامس ….
مدينة بنغازى ككل المدن الليبية التى حرُمت من بنية تحتية متطورة اليوم نري  شركة الكهرباء قد عجزت على لملة ماتبقى من كوابل مهترئية قديمة منذ اربعة عقود لم تدخل باب التطوير ،عمال يعملون فى اصعب الظروف تحت سطوة القصف العشوائي بات المواطن فى الشارع يتسأل بحرقة منتظرا اجوبة شافية لتساؤلات متعددة تارة يوجهها لوزير كهرباء فى حكم النسيان وتارة لحكومة فاشلة بامتياز ونقمة اخري متبوعة بالسب والشتم على كل من يعمل فى هذا المجال ، يخرج مسؤول بتصريح معلنا ان الازمة سببها ( طرح أحمال ) فيثير غضب الشارع كون انه فى بنغازى الكثير من الاحياء الحيوية المكتظة بالسكان والمحلات التجارية خالية من ساكنيها بعد حملة النزوح جراء الحرب مابين الجيش والجماعات الارهابية المسلحة فى ظل تخاذل حكومة البرلمان المنتخب على اتخاذ قرار عاجل بمنح ميزانية تساهم فى فك هذه الازمة الحانقة ، اضطر فيه الكثير من المواطنين والجهات العامة والخاصة  لاقتناء مولدات لتوفير الكهرباء تعمل بالبنزين تتفاوت فى  الاسعار وتقديم الخدمة  كحل بديل مؤقت يشبهه تلك الكوابل الكهربائية  التالفة .
بنغازى تسبح كل ليلة لساعات متواصلة  فى ظلام دامس ملحقا تأثيراته السلبية على باقى احتياجات المواطن اليومية ، الترقيع لن يحل ازمة ولن يجلب ضوء تشع بنوره المدينة .

أضف تعليقاً