الهلال الأحمر الليبى .. يد الرحمة

10410678_828979947113756_6478130247605722159_n

أحلام البدري/بنغازى – ليبيا
حين تحل الازمات وتقفل الطرقات وتقصف المدن يصبح للأنين صوت مؤلم وللموت رائحة موحشة ، ستبتهل بالدعاء بان الله لن يتركك فى الضيق بمفردك ستمتد لك يد شباب جمعية الهلال الأحمر الليبى وتخرجك من حفرة الوجع الى بقعة الأمان وأنت مدثر بالعطف والإنسانية .
تاريخ ومسيرة عطاء…
جمعية أهلية ليبية تطوعية تأسست فى الخامس من أكتوبر 1957، وقع الأعتراف بها من قبل اللجنة الدولية للهلال والصليب الأحمر فى 1958 ، مبادئها  الأنسانية ، عدم التحيز، الحياد ، الاستقلال ، الوحدة ، العالمية، الخدمة التطوعية – ولها اهداف تعمل على تحقيقها وهو ماجعل منها مؤسسة لها فروع فى كل ليبيا وتحظى على احترام من الداخل والخارج من بين اهدافها تعزيز احترام الكرامة الانسانية وتسهيل العمل الانسانى الذى يستهدف حماية الانسان وتخفيف من معاناته فى الازمات .

عدى الريشى ‫‬

الشباب والتطوع …
التطوع ثقافة لايعى اهميتها الكثيرون ، ولكن حين يمارس التطوع بصدق وجدية وتنظيم بعيدا عن الانانية والمصالح الشخصية ستجد ثمة من يبصمون بأعمالهم بصمة مميزة – يحدثنى المتطوع الشاب عدى عبد المطلوب الريشى 28 عام ،  انضم للهلال الأحمر فى العام 1997 – ويشغل رئيس قسم التدريب والتطوير عن خطة العمل التى تسير بها ادارة الجمعية حيث كان لأحداث عام 2011 تجارب على اثرها تم رسم خطة عمل منظمة من خلال سبعة فرق  هدفهم خدمة تطوعية انسانية دون تحيز وهذا مااثبتوه من خلال   نقل الجثث من مناطق النزاع المسلح ومساعدة العائلات المتضررة من جراء الاشتباكات التى تعرضت لها المدينة ، يجوبون الشوارع بسيارات الاسعاف تحت القصف لمد يد العون فقد استطاعوا نشل عدد كبير من الجثث تتم عن طريق البلاغات ويتم التأكد من صحة مكان الجثة من خلال البلاغ ،وفى البداية كانت الصعوبة تكمن فى توفير الأقنعة الطبية والملابس الواقية كون ان هناك كثير من الجثث وصلت لمرحلة التحلل الى جانب نقص فى سيارات نقل الجثث من مناطق النزاع الى المستشفيات .

د طه البرغثى

الانسانية والرحمة…
يحدثنا الدكتور طه خليفة سلطان 28 عام متطوع ومدرب إسعافات أوليه معتمد من اللجنة الدوليه للصليب الأحمر ومدير المكتب الصحي و الخدمات الإجتماعيه في الهلال الأحمر وحاليا في غرفة عمليات الطوارئ رئيس الإمداد الطبي ، عن صعوبة المسح الميدانى فى مناطق النزاع لخطورة المكان فبعد ان يتم التأكد من البلاغات ترسم خطة لخروج فريق نقل الجثث والتعامل معها وفق المعايير الطبية والإنسانية فى حين ان هناك عمال اجانب رفضوا الخروج فكان لابد من مد يد المساعدة بتوفير الماء والغذاء والدواء لهم طوال القصف ، ويحدثنى عن توقعاتهم بعد تأمين مناطق النزاع ان تصل اليهم الكثير من البلاغات عن الجثث بداخل المزارع والمنازل المهجورة التى طالها القصف ، حيث سيشكل موضوع التلوث وتحلل الجثث مأساة بيئة خطيرة فضلا عن المشاكل التى تحدث بسبب أكل الحيوانات كالكلاب والقوارض والقطط تلك الجثث المرمية ، فهى تسبب تلوث من جراء ( البراز والعض ) التى يسبب التسمم وكثير من المشاكل المتوقع حدوثها ونستعد للتدخل السريع فيها .
ويستطرد حديثه عن الامداد الطبى ومساهمتهم فى نقل مخازن الادويه الرئيسى  التابع لوزارة الصحة الذى يغذى المنطقة الشرقية بأكملها ، بعد تعرضه للقصف والحرق عدد عشر مخازن ثلاثة منها احترق بالكامل واثنان اضرار كبيرة وخمسة منها سليمة ، تم انقاذها ونقل الادوية بعد ان تم اخذ الاذن من الجهات المسلحة والسماح لهم بالمرور باعتبارهم جهة محايدة ، بحيث تدخل سيارة اسعاف ترفع علم الهلال الاحمر وخلفها شحنات الخاصة بنقل الادوية وتخزينها فى اماكن امنة ، والحمولة التى تم نقلها تسعة سيارات شحن 40 قدم وثلاثة وأربعون سيارة ثلاجة متوسطة وأربعة سيارات نقل صغيرة نقلت الادوية والملفات والمستندات ، ويستمر الدكتور طه ليطمئننا بان كمية الادوية تكفى لشهور وانه يتم حصر كمية الادوية التى بها نقص ليتم الاتصال مع الجهات المعنية وتوفيرها خصوصا الادوية المزمنة مثل ادوية مرضى السكر والضغط وغيرها .
شباب فى العشرينات لم يتأخروا حين ينادى الوطن فهم شباب نابض بالحياة نقل الجثث وبشاعة المناظر وخطورة تلوثها وتحللها ليست من ضمن دراستهم الاكاديمية ولا عملهم الميدنى ولكن نداء الانسانية ويد الرحمة جعلتهم يجوبون فى صمت وإعمالهم تتحدث بالنيابة عنهم …لقد تركتم الاثر الطيب فكل الامكان التى التى مررتم بها – فالمعادلات ليست متساوية ايدى تقذف الرصاص وايدى تمتد برحمة لتنقذ وتعيد الحياة …شباب الهلال الاحمر انتم فخر للجميع .

أضف تعليقاً