يوما ما سينُهك الجميع من القتل والحقد والدمار سيجلسون على انقاض البيوت التى دمروها وعلى اطراف المقابر التى دفنوا فيها تلك الأجساد وسيتساءلون فيما بينهم الى اين هذه الحرب ثم ماذا ؟
فيلم معركة بنغازى حكاية مدينة حبها يسرى كسريان الدم فى الوريد نبض حار لايتوقف تنزف ويلملم عشاقها الوجع وهم يعلمون انها مدينة لن تموت ، احداث وثقت تحت القصف وقصص لنازحين تركوا بيوتهم مجبرين واعترافات برئية للأطفال تثير فى النفس الشفقة فالحرب سعيرها لايعرف خوف الأطفال ودموع الكبار .
مخرج الفيلم محمد مخلوف مخرج سينمائى ليبي مواطن لاينظر من احد ان يطالبه بالانتماء رغٌب فى ان يقدم شيئا لمدينته بنغازى ، شارك المخرج فى عديد من المهرجانات الدولية ، لم ينتظر دعم حكومة ولا وزارة فكانت كل الأيدى المحبة لبنغازى سباقة للدعم ، وثق رفقة المصور حسين المصراتى لحظات تفاصيلها فى ذاكرة سكان المدينة – حيث كان النزوح جرح عميق والحرب خيار لاثالث له – محاور الحرب مازالت مشتعلة بين الجيش والمتطرفين اعترافات الشباب وهم يحاربون كل الأحداث من الواقع وليست نسج خيال حجم الدمار قوة القصف وعدد من الشباب لم يسعفهم العمر طويلا لتحقيق احلامهم بالعيش فى وطن آمن ، امنياتهم الا تذهب وصايا اصدقائهم الشهداء ادراج الريح .
عرض الفيلم بتفاصيله المتلاحقة احداث متوالية تشدك لما بعدها ، عرض ايقظ شجون المشاهدين فكانت الدموع الصادقة على مدينة غابت مراكبها وهاجرت النوارس شاطئها الجميل واثقلت القذائف كاهلها لعام كامل خير دليل على صدق الحب وكنز الانتماء بنغازى جزء من ليبيا وليبيا لن تكون الا دولة يحلم ويسعى اليها الجميع بعيدا عن الشتات .