الموت لايستئذن حين يطرق الابواب نتقبله مرغمين نُطارح الصبر فيه على اريكة مزعجة ، ولكن حين يخطف رصاص القناص المجرم منا الأحباء فالصبر لن يجد مكانا بين الألم وحرارة الفقد ، فما عاد الموت فى ليبيا سيارة مفخخة وقذيفة عشوائية انه رصاصة تحطم الاحلام والطموحات .
ابتسامه دائمة على وجه صبوح روح تنبض بالحياة ايثار للذات خطوات تسابق الزمن لاحتضان كل من يعرفهم بحب – غادر هو المكان والإمكان لم تغادرنا اعماله الخيرة تطل كل صباح كناقوس تذكرنا أنس كان هنا .
أنس قطيش شاب يبلغ من العمر ستة وعشرين عاما على وشك التخرج من كلية الاقتصاد يحمل أكوام من الطموحات انتشلتها الحرب بلا رحمة عاندها وتمسك بها كى يستفيد من كونه من مواليد امريكا ان يتحصل على فرصة لاستكمال دراسته وحصوله على جواز سفر يفتح له الابواب التى اغُلقت فى وطنه ولكن يد القناص ورصاصته الطائشة المحبوكة بالحقد كانت اسرع فى القضاء عليه وعلى حُلمه – فارق الحياة بعد اسبوع فى الغيبوبة لتنام احلامه فى تابوت بارد فارغ من ضحكته الدافئة .
أنس ليس الأول ولن يكون الأخير فى وطن الجهل على راس الهرم واحترام الانسانية وتهيئة سُبل للأمان هى أخر ماينتظره المواطن وهو يصارع ارهاب لا دين له ولا ذمة مواطن يعانى الازمات ويبحث عن وطن ودولة ، غادرنا قبله وليد وجمال ومحمد وعلاء وناصر والكثيرون- غادرتنا هبه التى كانت متيقنة ان الموت مازال بعيدا عنها وهى فى كنف والدها ، غادروا سريعا كسرعة الرصاصة التى اخترقت اجسادهم اليافعة .
بنغازى انهكها الفقد والوجع والدمار الى متى يد القناص المجرم تحصد الارواح وتقتل الطموحات فى مهدها ؟