النازحين من وراء الابواب

11427882_855156714540315_1923550694_n11330451_10153349933097370_1816165541_n11414497_10153349933077370_71375605_n

 

حين تريد ان تضرب عمق المدينة افرغ البيوت من اهلها !!  نازحون فى مدينتهم يتوسدون الذكريات حكومة فى سبات ميزانيات منهوبة ونفوس مكسورة ولاأحد يعلم هل ثمة حل فى الافق لنازحين بنغازي ؟ اصبح شبح الانتهاك للخصوصية يطاردهم والى اين المهرب من التحرش والفقر والمرض وانعدام الامان .
كانت تقول ظل حيطة ولاظل رجل اليوم هى نازحة لا طالت حائط بيتها تتوسده ولا ظل رجل يحميها  فتحية 44 عام مطلقة باربع ابناء نازحة من منطقة الصابري خرجت فى يوم عاصف من القذائف  لاوثائق ولااوراق ثبوتيه  ولاشئ يعينها على نوائب الدهر وجدت نفسها برفقة اولادها تحمل أسم نازحة فى مدينتها تقطن احدى مدارس المدينة تخبرنى انها تتألم كثيرا  فهى تعانى من التحرش داخل المدرسة التى يقطنها اربعة وثلاثون أسرة  بأعمار مختلفة –  تستطرد فتحية بان أبنها ذات الاثنى عشر عاما لاتستطيع تركه بمفرده لكى يذهب لدورة المياه المشتركة  فى اخر الممر فهن مراحيض يدخلها الرجال والشباب بأعمارهم المختلفة فيما ترافق أبنها محمد تنتبه لنازح فى عمر الخمسينات ينتظرها محاولا استدراجها الى الغرف العلوية من المبنى .
انتهاك الخصوصية…
ممرات مدارس النازحين ودورات المياه لاتحمل خصوصية للنازحين سعاد 48 عام وأم لستة أطفال ابنتان وأربعه ذكور تخبرنى  بانها تحاول ان تقدم طلب للانتقال الى مدرسة اخرى تقيم فيها بعد ماتعرضت  ابنتها دلال خمسة عشر ربيعا وهى تستحم تحت الدوش  بان واحد من الشباب الأشقياء داخل المدرسة قد رفع  هاتفه النقال وقام بتصويرها فلم يسعها الا الصراخ عاليا – ذهبت تشتكيه لدى اسرته فخرجوا عليها غاضبين بان ابنهم برئ من التلصص على أبنتهم وكادو لها بمكيلين من السب والشتائم .
ظلم فى توزيع الحصص…
المعونات من أهل الخير تأتى تباعا عزة – 52 عاما وأم لأسرة مكونة من ثلاثة عشر فردا ينامون داخل حجرة واحدة مستاءة لكونهم يستلمون حصص الاعانة من المواد الغذائية ناقصة لاعدل فيها فحصص الاربعة افراد هى نفسها توزع على الثلاثة عشر – فى حين المسؤول على التوزيع يظهر بانه شخص متحيز فنراه يضيف لبعض السيدات والفتيات الشابات الأكياس المخصصة للمؤنة بالسر وهذه الافعال تثير غضبنا  وحين تكلمت خيرونى بين أرضى او ان ابحث عن مكان أخر أقيم فيه .
سلوكيات منحرفة…
فى المجتمع الليبي المنغلق لاتري فى العلن  كثيرا السلوك المنحرف والتصرفات الغير مقبولة من عامة الناس المثليين  ،  بعد ثورة فبراير ظهروا بكثرة وبعد الحرب ونزوحهم خارج اسوار بيوتهم وأبوابهم المقفلة بقفل الجهل والتخلف ، نوارة 33 عام لديها أبنان فراس وماجد وزوجها ابراهيم – اخبرتنى بأن هذه ثانى مدرسة ينتقلون للإقامة فيها بعد تركهم المدرسة الاولى فليس بوسعهم دفع الايجار ومضطرين غصبا قهرا من الظروف باتت هى وزوجها يخافون الذكور المثليين ( الجنس الواحد) فقد قابلتهم كذا حالة اثنين ذكور كل الوقت متلاصقين وتصرفاتهم غريبة ويتبادلون القبل بطريقة مقززة ففى أحدى الليالى اوقظنى زوجى من النوم وطلب منى ان اشاهد مايفعلون وانا من خلف النافذة حينها قررنا ان نبحث عن مكان اخر فى اى مكان ، وتستطرد الموت جوعا لايقتل وانما الفساد والأخلاق الوضيعة هى اكبر حفرة للخوف والضياع.
اكثرهم لايفكرون فى رغيف الخبز وعلبة الحليب وفنجان القهوة هم يبحثون عن أمان وسط مدرسة حاميها حراميها موحش الانتهاك للخصوصية وموجع ذلك التحرش الذى يخلف العنف ليرسم صورة سوداء الملامح لامهرب ولابديل اما ان تبقى واما مصيرك الشارع .
أحلام البدرى

أضف تعليقاً