عيد للبطالة

محمود يعقوب

كان ياما كان من زمان مضي  حين تم اختيار واحد من شهر مايو للاحتفال بعيد العمال فى العالم كان فى ليبيا –  ثمة مصانع فى  طور الإنشاء يقوم بتشغيلها واستقبال انتاجها وصيانتها عمال من الوطن يشقون ويكابدون تعب الحياة الى جانبهم كان عمال من جنسيات اخرى تنطبق عليهم ذات الشروط ، الكل كان حريصا على مواكبة عجلة التطور .
لتأتى الينا المقولات الجماهيرية وهى تمشى على ثلاثة أرجل خضراء  وتبدءا رحلة السرقة واللصوصية تحت مسمي الإتحادات والنقابات المهنية لمصانع لو استمرت لكانت بلسما شافيا لبطالة مقنعة ، اليوم ونحن نري كم السلاح يصاحبه العوز الفكرى المشحون بالجهل والتخلف الذى ساق بأبناء الوطن الى حفرة التطرف  الديني والعبث بما تبقى من ممتلكات الوطن بلا حسيب ولا رقيب .
عيد للعمال وسط  البطالة وبين براثن الحرب التى اجتثت ماتبقى من الركام القديم  – ليبيا تسبح على رقعة نفط غالى الثمن خرج الكادحون فى العام 2011 متأملين ان يغيروا واقعهم المأساوي فإذا بهم يجدون أنفسهم يتزاحمون فى القاع الملوث بهواء السرقة وخيانة الوطن  ، يحتفلون بأخذ اجازة تضاف الى رصيد البطالة  ولا يقدمون فيها شيئا يذكر حتى لعامل النظافة الذى تتوسده العربات المهملة وقد اعياه التعب من هول أكوام القمامة التى لانهاية لها فثمة عمال يتقاضون رواتبهم وينامون تحت تخدير روائح القمامة فليبيا لاتملك مصنعا لإعادة تدويرها والاستفادة منها شعب متآكل بالاستهلاك  .
  ستحاسب الأجيال القادمة كل من باعوا الوطن وسنشفق عليهم من الأن لانهم لن يحتفلوا بعيد للعمال فكل المصانع أصبحت فى خبر كان فليبيا لاتملك مصانع حديثة رسمية لها دخل يَدر على الخزينة  العامة مردود يروي ظمأ طريق متعطش للإسفلت أو ينهي أزمة سكن لنازحين أو مقيمين ويقضى به على بطالة اودت بشباب البلاد للرضوخ  لسطوه المال تحت حده السلاح والإرهاب   …وكان ياماكان  عيد للعمال فى واحد مايو .

 

الصورة للمصور محمود يعقوب

أضف تعليقاً