يوم اتفق عليه العالم الثامن من مارس فيه يحتفل بالانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للنساء فى العالم ، وسط العثرات السياسية والقمع والخذلان والنزاع المسلح ، وفى وطنى ليبيا هذا العام وفى ظل هذا الشتات والحرب العشواء تعانى فيه نساء مدينتى الكثير من الظلم .
اذا اردنا سرد لتاريخ المرأة الليبية وقصة كفاحها المرير لتتعلم وتقتحم الكثير من المجالات فانه بالمقابل لانجد كفة الميزان متوازنة ، فى كل العالم هناك نصوص ومواد من الدستور والقانون تحفظ حقوقها المهضومة مقابل دورها الفعال فى المجتمع وبالنظر الى حجم تضحيتها الجسام مازال ينظر اليها فى اخر القائمة .
زوجة شهيد..
فقدت زوجها وعائلها الوحيد فى عملية اغتيال مؤسفة على يد الارهابيين كون زوجها تابعا لأحدى المؤسسات الامنية – تحدثنى صباح محمد أم لأربعة أطفال بأنه منذ وفاة زوجها وهى تعانى قساوة المجتمع فهى لم تكمل تعليمها ولم تتعود الخروج بمفردها قد كان زوجها هو الذى يحدد ويخطط لكل شئ ، اصبحت ترى الاقارب والمحيطين بها معولا لتحطيمها وطمسها تحت مسمى العادات والتقاليد فالكل يتيح لنفسه التدخل فى شؤونها هى و اطفالها وهذا بات يولد لديها شعورا بالكره والعدوانية وبأنها ناقصة وخائرة القوى وهذا يؤثر سلبا على نفسيتها .
كرسى الغربة البارد…
الظروف الأمنية القاسية التى تعرضت لها مدينة بنغازى من عمليات اغتيال وتهديد طال الكثيرين كان للنساء نصيب منه ، تحدثنى هدى الصادق محامية تحمل ماجستير فى القانون وناشطة حقوقية بأن التهديد شديد اللهجة هو الذى اضطرها للخروج من ليبيا واللجوء الى دولة عربية شقيقة تشعر بان حياتها قد انقلبت رأسا على عقب فهى لاتخشى الموت بقدر ماتخشى الخطف او التعذيب .
حطب وطابور بنزين…
ايام عصيبة مرت على النساء فى بنغازى فى ظل غياب الكهرباء لأكثر من عشر ساعات ونقص البنزين والغاز فكان اللجوء الى اشعال مواقد الحطب والفحم لأعداد وجبات الاكل فى ايام ممطرة باردة ، تحدثنى السيدة فتحية حامد ربة بيت تعول اسرتها وأسرة شقيقتها النازحة بأن المرأة الليبية تتحمل الكثير فهى على مستوى البلدان العربية أقل استخداما للعمالة الوافدة وبأنها قوية وتجد الحلول لكل الازمات التى تمر بها وبأسراتها .
دستور معطل …
تم استبعاد المرأة عن الكثير من المشاهد السياسية التى اعتقد الكثير من الرجال انهم هم القادرون على السير بها قدما فى ظل انقسام سياسى مهين حكومة غير معترف بها وحكومة شرعية اشرعة مراكبها ضعيفة فى فرض قوتها على ارض الواقع تحدثنى أمنة عبدالله من داخل اروقة البرلمان المرأة صوتها ضعيف وهيمنة الرجل هى من تطغى فى ظل دستور معطل وغياب القانون الفيصل والحكم والقاضى .
ادارات عاطلة…
فى ظل ظروف الحرب القاسية وما ألت اليه من نزوح وتعطيل للمؤسسات الحكومية والمدارس وأخلاء قسرى للكثير من المناطق التى شهدت عاصفة نزاع مسلح تحدثنى عزيزة عبدالسميع موظفة بإحدى المصارف بأن الموظفات هن اكثر حضورا من الموظفين الرجال فى ظل هذه الازمة فى حين ان كثير منهم هم فى اجازة خارج البلاد والرواتب والامتيازات يتقاضونها بالكامل فهى من وجهه نظرها ظلم وتعسف.
المرأة فى وطنى قدمت الشهداء المرأة فى وطنى تحمل مؤهلات علمية عالية ولها قدرة على ادارة الكثير من الازمات المرأة هى من يدعم ويرفع الهمم ويكفيها فخرا انها لم تختلس ولم ترتشى ولم تعقد اتفاقا او حوارا لبيع الوطن – الى حين اقامة دولة محترمة تحفظ ادميتها اقول لكل نساء وطنى ونساء مدينتى الصامدات أنتن عيد لكل الأيام .
