لقاء القدر

 

011 (640x480)
كان لقاءهن صدفة لقاءا مؤثرا ملئ بالدموع والآهات والذكريات ، ان تلتقى بعد  سنوات زوجات شهداء كانت لهم البصمة الأولى فى ثورة فبراير فى ليبيا، رسم القدر لهن نفس الخطوات وتشاركن عن بعد نفس الوجع ومرارة الفقد.
كانت كل واحدة عند ذكرى الثورة تبحث عن الاخرى وترسم فى مخيلتها شكلها ، أسمها وكيف هى حياتها؟
كلاتهما فقدتا الزوج والحبيب فى نفس اللحظة فى ذات اليوم على نفس مقود الالة المتوحشة ، يوم سقوط كتيبة الفضيل بوعمر 20 فبراير 2011 ، كان يحاول كل منهما ان يعتلى (البلدوزر) قبل الاخر وكان بينهما ثالث يصرخ بأن يتركوه له فهو اعزب ولا يملك مسؤوليات فى الحياة ، ولكنهما كانا مصرين على قيادته واستبعدوا الثالث بكل قوة ، هم يقطنون نفس المدينة ولكنهما لم يلتقيا يوما إلا امام عتبة سور الكتيبة فى ذلك اليوم الفاصل فى تاريخ بنغازي – تقدم الاول وماهى إلا ثوانى حتى سقط اشلاء ، فماكان من الأخر الاوقد استلم المقود بسرعة البرق وتقدم بخطوات ثابتة حاسمة لم يترك البلدوزر وإنما هو من تركه لأنه كان وسط ركام السور العتيد ، ترك خمسة أطفال اكبرهم عمره عشر سنوات وأصغرهم كانت تتقلب فى أحشاء والدتها بعمر الشهرين – طوال فترة العدة والزوجة مصدومة وهى لم تبلغ حينها الثلاثين عاما – مازال الحزن يسكن روحها ونبرة صوتها .
والأخر ترك ولد ووبنت وزوجة صبورة تحمل الهم بقلب كبير ،لايملكن مؤهلات اكاديمية لم يخرجن فى صراع الحياة فقد كانوا لهن كل الحياة  – تركوهن لجراح لم تندمل ومشوار طويل من التعب وسط مجتمع متعثر – فكيف لصدف القدر ان ترسم لهن نفس الفقد ويتشاركن نفس الاسم ( حنـــان ) ولكن القدر لم يكن منصفا حين منحهن اسم حنان ، وفقدن ازواج وأحباء كانوا لهن نبعا للحنان .
تخبرنى حنان – بعد فترة من ذلك اللقاء بأنهن يتواصلن عن طريق الهاتف ويرغبن فى توطيد العلاقة اكثر وترى ان التواصل بينهن مهم جدا للأطفال حتى يتعارفوا بشكل وطيد وتكبر تلك الصورة الرائعة لإبائهم الشهداء ليفخروا بهم عندما يكبرون.
 
شهداء البلدوزر
الشهيد البطل محمد البغدادى السكورى
الشهيد البطل عبدالله الشريف
عادل القاضى (جريح حاول ان يفصل بينهم ليقود هو البلدوزر)
الصورة من ارشيف كاميرتى

 

One thought on “لقاء القدر

أضف تعليقاً